الحرب في السودان: التحديات وجهود حكومة الجزيرة لدعم المتأثرين
كتب: تاج السر ودالخير
الحرب في السودان: التحديات وجهود حكومة الجزيرة لدعم المتأثري
بقلم:- تاج السر ود الخير
تتواصل معركة الكرامة بين الجيش السوداني ومتمردي الدعم السريع، مما أدى إلى انتهاكات جسيمة وتهجير عدد كبير من المدنيين وحدوث أزمة إنسانية عميقة أثرت سلبًا على حياة المدنيين، وفرت أعداد كبيرة من الناس من منازلهم بحثًا عن الأمان، مما أدى إلى تفاقم أزمة النزوح. هذه الأوضاع الصعبة استدعت تدخل الحكومة المحلية، وخاصة حكومة ولاية الجزيرة، لتقديم الدعم للمتأثرين وتعزيز الاستقرار في المناطق الآمنة.
# تفقد حكومة الجزيرة لمتأثري الحرب
في خطوة تعكس التزام الحكومة بمساعدة المتضررين، وفي إطار الاستجابة للأزمة، قامت حكومة ولاية الجزيرة بزيارة ميدانية لمحلية الفاو لتفقد أوضاع النازحين. خلال الزيارة وتقييم الاحتياجات الإنسانية وتقديم الدعم اللازم. إن التفاعل المباشر مع المتأثرين يسهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين.
رافق والي الجزيرة في زيارته الأستاذ عاطف محمد إبراهيم أبوشوك، وزير المالية بولاية الجزيرة، والدكتور أسامة عبدالرحمن أحمد الفكي، وزير الصحة، والمهندس عرفة محمود، وزير الزراعة والإنتاج، والأستاذ مرتضي البيلي، أمين عام حكومة الولاية، واللواء أمن عماد الدين سيد أحمد، مدير جهاز المخابرات العامة بولاية الجزيرة، والعميد الركن خالد الحاج، قائد ثاني الفرقة الأولى مشاة، واللواء الركن محمد عبد الله الطريفي، رئيس المقاومة الشعبية المسلحة بالولاية، والشيخ عبدالمنعم موسى أبوضريرة، رئيس لجنة الإسناد والدعم وإعادة الإعمار بولاية الجزيرة، وقيادات المقاومة الشعبية بمحليات الولاية.
الزيارة شملت تفقد المستنفرين بمعسكر عهد الرجال وأسود العرين بالفاو، والجرحى والمصابين بالمستشفى..
وتتكامل جهود المحورين الغربي والشرقي في الدفاع عن مكتسبات الولاية ومقدراتها الوطنية.. بالتوازي مع استمرار إعداد الشباب بالمعسكر وإعلاء جاهزيتهم لتقدم الصفوف وإسناد القوات المسلحة..
تركت هذه الزيارة أثرًا طيبًا في نفوس المواطنين المتأثرين بالحرب.
# دعم الخطوط الأمامية للقتال
أيضًاً، قامت حكومة الجزيرة بجولة تفقدية للخطوط الأمامية للقتال، حيث تم تقديم الدعم المعنوي للمقاتلين. هذه الزيارات تعزز الروح المعنوية، وتظهر أن الحكومة تقف إلى جانب قواتها المسلحة في مواجهة التحديات. الدعم الحكومي في هذه الظروف يعد ضروريًا للحفاظ على الثقة بين الجنود والمجتمع، ويلعب دورًا حاسمًا في حسم المعركة وتحقيق الانتصارات.
وتمثل الدماء الذكية التي سالت في أرض الجزيرة مهرًا للكرامة والعزة للإنسان السوداني. وأن الأمن والاستقرار هما خط أحمر، ولن تسمح القوات المسلحة بالتلاعب بهما، وأن سلامة وكرامة الإنسان السوداني تعتبر من أولويات القوات المسلحة الباسلة. إضافة إلى توسيع نطاق الأمن في ولاية الجزيرة، وأن المرتزقة أصبحوا محاصرين في مناطق ضيقة بعد الضربات التي شنتها القوات المسلحة الباسلة.
# دور وزارة المالية في تأمين الأجور
تعتبر وزارة المالية عنصرًا حاسمًا في ضمان استمرارية الخدمات وتوفير الأجور. من خلال التنسيق مع المجتمع المحلي والشعبي، تعمل الوزارة على تأمين الموارد اللازمة لضمان دفع الرواتب وتوفير الخدمات الأساسية للمتأثرين. هذا الدعم المالي يساعد في تخفيف الأعباء عن الأسر المتضررة.
وزارة المالية بولاية الجزيرة كانت قد أكدت أن الحراك الشعبي الكبير في دعم مشاريع الخدمات شكّل عنصر تحوّل فاعل بالولاية في هذا الوضع الاستثنائي الذي فرضته الحرب، وجسد صورة مشرفة من صور المشاركة المتكاملة بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وأفراد المجتمع على حد سواء..
وقال الأستاذ عاطف محمد إبراهيم ابوشوك وزير المالية المكلف بالولاية أن المساعي الولائية تنصب على دعم المجهود الحربي لدحر المليشيا والوصول إلى الاستقرار..
وجدد حرصهم على دعم القوات المسلحة والمقاومة الشعبية جرحى العمليات، والخدمات المرتبطة بالحرب واحتياجات المناطق المتأثرة بالحرب.
كانت الحرب الحرب التي انتقلت إلى الجزيرة ديسمبر 2023 واجتياح المليشيا العاصمة مدني، فاقمت مشاكل الولاية وخلقت أزمة نزوح، علاوة عن أزمة السيول والفيضانات والأوبئة المرتبطة بالخريف، وانقطاع السلع الاستهلاكية..
كما أن نهاية السنة المالية التي انتقلت فيها الحرب للولاية جعلها بدون أي موارد مالية لمواجهة ما طرأ من أزمات.
وخلفت الحرب المفروضة على السودان خاصة ولاية الجزيرة أعباءً كثيرة على عاتق المالية ما حتم على الوزارة التعامل مع كل هذه الأزمات وإيجاد موارد مالية تركزت بشكل شبه كامل على الجهد الشعبي..
وتصدت المالية لملفات متناهية الأهمية بينها الخدمات والارتقاء بها وإعادة إعمار المناطق المحررة، وتوفير خلايا الطاقة الشمسية كبديل للطاقة في المرافق الحيوية والخدمية لضمان الاستدامة..
ودعت المالية في وقت سابق لتفعيل ملف الإيرادات بالمناقل والقرشي وجنوب الجزيرة لمواجهة الصرف على الخدمات.
وفرض الواقع توجيه الموارد للنواحي الخدمية من مياه وكهرباء بالأخص في المناطق المتاثرة بالحرب إضافة لطوارئ الخدمات الصحية لمصابى الحرب من مدنيين وعسكريين ونازحين..
يضاف لذلك الدعم غير المحدود للمستشفيات المتخصصة بالمناقل: (الكلى، الأورام، نساء وتوليد، أطفال) التي تواجه تردداً عالياً لطالبي الخدمة..
وعملت مالية الجزيرة على تنظيم ورقابة انسياب المواد البترولية والغاز لمحليات الولاية الآمنة عبر لجنة طوارئ البترول وتخصيصها للأنشطة الخدمية والصناعية والعمليات الزراعية المروية والمطرية وتنظيم انسحاب السلع الاستهلاكية من وإلى محليات الولاية خاصة وأن المناقل أصبحت أكبر ممول لبقية الولايات من سلع الدقيق والزيوت وغيرها..
### دور وزارة الصحة في مواجهة التحديات
وتواجه وزارة الصحة تحديات كبيرة في ظل الظروف الحالية حيث تتزايد الحاجة إلى خدمات صحية ملحة.
ومع تزايد أعداد النازحين، تسعى الوزارة لتوفير خدمات صحية وعلاجية تلبي احتياجات المجتمع. من خلال التعاون مع المنظمات الإنسانية، تتمكن الوزارة من تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، مما يسهم في تحسين الوضع الصحي.
وأقرت ولايتا كسلا والجزيرة أهمية التنسيق بينهما لتقديم الخدمات الصحية ومتابعة الوضع الصحي بعد النزوح الأخير لمواطني شرق الجزيرة إلى ولاية كسلا بسبب اعتداءات المليشيات المتمردة.
استقبلت كسلا وفد ولاية الجزيرة برئاسة الدكتور أسامة عبد الرحمن الفكي، وزير الصحة، حيث تم بحث سُبل تكامل الجهود لتقديم الخدمات الصحية في المحليات المستهدفة التي نزح إليها مواطنو شرق الجزيرة.
كما قام وفد من كسلا بزيارة محليتي حلفا ونهر عطبرة، حيث وقف ميدانيًا على تقديم الخدمات الصحية والإنسانية للنازحين من شرق الجزيرة، وعمل على تقييم الوضع ومعرفة الاحتياجات العاجلة والضرورية.
تقرر تكثيف الجهود بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة بولاية الجزيرة لتوفير المتطلبات الصحية في المستشفيات ومراكز تقديم خدمات الرعاية الصحية للنازحين وضيوف الولاية.
عبر الدكتور أسامة عن شكره للجهود الكبيرة التي بذلتها ولاية كسلا في إيواء وتقديم الخدمات الصحية لمواطني الجزيرة منذ بداية النزاع، مؤكدًا أن زيارتهم تأتي في إطار تنسيق الجهود وترتيب التدخلات لتقديم كافة الخدمات الصحية في المناطق المستهدفة من النزوح الأخير.
وكان الوفد قد زار ولاية القضارف للاطلاع على أوضاع النازحين فيها، كما زار محلية حلفا بولاية كسلا بتوجيه من والي الجزيرة وبالتنسيق مع وزير الصحة الاتحادي.
# دور وزارة البنى التحتية والتخطيط العمراني
تسهم وزارة البنى التحتية والتخطيط العمراني في معالجة الأضرار الناجمة عن الحرب، من خلال وضع خطط لإعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية. كما تعمل الوزارة على تطوير استراتيجيات تضمن استدامة البنية التحتية في المستقبل، مما يسهل عملية التعافي.
واستقبل المدير التنفيذي لمحلية شندي، الأستاذ خالد عبد الغفار الشيخ، وزير البنية التحتية بولاية الجزيرة، المهندس أبو بكر عبد الله محمد، بحضور لجنة أمن المحلية واللجنة العليا للطوارئ والإسناد لاستقبال الوافدين.
خلال زيارته لمحلية شندي، اطلع الوزير على الأوضاع الإنسانية للوافدين من قُرى ولاية الجزيرة، مشيدًا بالجهود المبذولة من الجهات الرسمية والشعبية التي استضافت أعدادًا كبيرة من هؤلاء الوافدين، ومؤكدًا أهمية تقديم الاحتياجات والدعم لهم.
أضاف الوزير أن ما قدمه أهل شندي من دعم واستضافة يُعَد تأكيدًا واضحًا على كرمهم، مشيرًا إلى أن هذه الرسائل تعكس تضامن الشعب السوداني في أوقات الأزمات.
كما طمأن الوزير بأن القوات المسلحة تقوم بجهود كبيرة في ولاية الجزيرة لمواجهة المليشيات المتمردة، داعيًا الجميع للاستعداد للمرحلة القادمة التي تتطلب البناء والإعمار.
من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمحلية شندي استعداده لاستضافة أكثر من 30 ألف أسرة وافدة من قُرى الجزيرة، مشيرًا إلى أن حكومة المحلية تقف مع إنسان ولاية الجزيرة وتقدم له كافة أنواع الدعم والإسناد، وتوفر الخدمات الضرورية.
وشدد على أن مواطني الجزيرة هم جزء من النسيج السوداني، يعيشون مع أهلهم في محلية شندي. وأكد التزام المحلية بتوفير المساعدات الإنسانية للوافدين، موضحًا أن المستشفى الميداني يقدم خدماته للوافدين، بالإضافة إلى تخصيص عدد من المستشفيات المحلية لاستقبال المرضى.
# دور الولايات في استقبال النازحين
تلعب ولايات مثل القضارف ونهر النيل دورًا مهمًا في استقبال النازحين وتوفير المساعدات اللازمة لهم. من خلال تنسيق الجهود مع الحكومة المحلية، يتم توفيق أوضاع النازحين وتقديم الدعم لهم لضمان اندماجهم في المجتمعات المستضيفة.
حكومة الجزيرة قدمت الشكر لحكومة القضارف وولاية سنار والنيل الأبيض ونهر النيل وكسلا على ما قدموه للنازحين من استضافة والسهر على راحتهم. وأكد أن وقوفهم يظل دينًا على أكتاف حكومة الولاية وإنسانها.
# الدعوة للالتفاف الشعبي والرسمي
في ظل هذه الظروف الصعبة، تبرز أهمية الالتفاف الشعبي والرسمي حول القوات المسلحة. يتطلب الأمر توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تفرضها قوات الدعم السريع. إن الدعم الشعبي للجيش يعد ضروريًا لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار في البلاد.
# أخيراً
تتطلب الأوضاع الحالية في السودان استجابة شاملة وتضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المحلي لمواجهة التحديات التي تفرضها حرب الكرامة. من خلال تقديم الدعم للمتأثرين وتعزيز الروح المعنوية، يمكن تحقيق الاستقرار والمضي قدمًا نحو إعادة بناء البلاد.