عام من شدة الألم

كتب: حماده العوض

 

 

كانت تذهب بنا الحياة بين العمل الوظيفي و بين تسربات اعوام وسنين العمر ندخل حوارات الرياضة والسياسة والمرأة والتعدد وعن الفن نحكي و جدلية الكتاب الورقي أم الإلكتروني وكذا أحاديث الغلاء والازدحام وقضايا فلسطين والشرق والغرب وافاعيل الملشيا الإرهابية بالخرطوم وغرب السودان ثم تركنا كل شيء ووضعنا أيدينا لنستضيف أهلنا من الخرطوم نجهز المدارس ونجهز الوجبات والمعارض لنسهم بقدر يسير في هذه الحرب الوجودية فتحنا قلوبنا قبل منازلنا ومدارسنا وكانت أكثر دفًء.

كانت مدني تحتضن الكل بوداعة الأم الروؤم وحنو المرضعات على الفطيم الناس في حراك كبير لخدمة من شردتهم الحرب من العاصمة وغرب السودان وكنا نستمع لقصص خروج هؤلاء الأهل من بيوتهم ومدنهم وكيف أن ملشيا الدعم السريع المتمردة فعلت بهم وكان الغضب يأخذ منا كل مأخذ
ثم جاء اليوم المشؤم وهجم تتار القرن العشرين تلك الملشيا التي لا دين لها ولا عهد لها ولا ملة فحدث لنا الذل والإهانة والترويع والتخويف وخرجنا من بيوتنا خائفين نترقب بلا هوادة بلا معين وبلا بوصلة لا نعرف أين نذهب…
تركنا خلفنا كل شيء واستودعنا الله منازلنا.

وفي الطريق تعرضنا للاهانة والاذلال والترهيب لا نعرف سببا لا منطقا ولا حتي نطقا
عام مضي عليك يا مدني والألم يعتصرنا وجرحك كمصاب السكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى