عام على جرح الجزيرة
كتب: أسامة عثمان عباس
ما يقارب العام مر على جرح الجزيرة النازف عام كأنه ثلاثمائة وستون ألف عام مرت وعيوننا تفيض دمعا وقلوبنا يملؤها الألم والحسرة..عام ونحن نودع أرض المحنة ومرتع الصبا أرض الجزيرة وقلبها النابض سابقا النازف الآن.
ودعناها منذ عام وهى التى احتضنت كل من أتى إليها بكل تحنان وقلب أبيض كبياض لوزة قطنها التى جعلتها شعارا لها…قطنها الذى كان يغذى جسد الوطن إقتصاديا..كما كانت تغذيه ثقافيا وفنيا وإجتماعيا وسياسيا..وتضخ فيه كل جميل..ففى مجال الفن والثقافة أنجبت الكاشف والمساح…وفى الرياضة أنجبت الأفذاذ أمثال سانتو وأبراهومة.
أما فى مجال السياسة فكانت منها بذرة مؤتمر الخريجين رحم الله إبنها أحمد خير المحامى(من مدينة فداسى) ورفاقه.
أما إذا تحدثنا عن مؤسساتها التعليمية فقد خرجت رؤساء دول منهم الرئيس المصرى محمد نجيب خريج المدرسة الأميرية بمدنى.
أما عن شامة النيل حنتوب مدينة الهدهد هذه التى تتكئ على الضفة الشرقية لأم المدائن مدنى يكفيها فخرا أن كان أحد عمالها الشاعر حميد أبو عشر الذى عندما نقل منها نظم فيها قائلا رائعة الكاشف: (وداعا روضتى الغناء ..وداعا معبدى القدسى) نظم هذا وهو يودع جزءا من الجزيرة فماذا كان يقول إذا شاء الله أن رأى حميد أبوعشر ماحدث الآن للجزيرة قاطبة.
هى حنتوب التى خرجت رجالا سطروا أسمائهم بأحرف من ذهب فى صفر التاريخ على سبيل المثال لا الحصر الرئيس المشير/جعفر محمد نميرى ..محمد أبراهيم نقد…د.حسن الترابى والقائمة تطول.
ولو كان الشجر أقلام جميع والنيل مداد وكتب به ما قدمته للسودان لما وفينا الجزيرة حقها.
ولكل ما سبق متى يتعافى قلب الجزيرة بعد ما دنسها الأوباش المرتزقة بتاريخ الخامس عشر من ديسمبر للعام ألفان وثلاثة وعشرون هذا التاريخ الذى ودع فيه أهل الجزيرة ديارهم وكل زكريات طفولتهم وحتى أحلامهم فى المستقبل..وذاقوا فيه كل ألوان العذاب والقهر والتنكيل وهم الذين عرف عنهم الخير والحب والجمال كما زكرنا آنفا.
ولكن عند الله تجتمع الخصوم وعين الله لا تنام وليس بين الله ودعوة المظلوم حجاب…اللهم بحق كل من ظلم وروع ونهب وشرد نسألك اللهم أن ترينا فى هؤلاء الأوباش يوما أسود من يوم فرعون وهامان إنك على ذلك قدير.
ولا ننسى أن نهنئ القوات المسلحة بإنتصاراتها المتتالية والتى كان آخرها تحرير مدينة سنجة هذه المدينة الحبيبة التى أوت الكثير من النازحين من ولاية الجزيرة وكنا من ضمنهم…كما نهنىء أيضا مواطنيها بعودتها لحضن الوطن الحبيب.
ونخص بالتحية منطقة الصابونابى ممثلة فى مسيد الشيخ الصابونابى وأهله الكرام..هذا المسيد الذى أنسانا أحزان العذاب والتشرد بجمال موقعه على ضفة النيل الأزرق وكرم وبشاشة أهله إبتداءا من الخليفة مرورا بالإخوة النعيم والنعمان وكل العقد الفريد فلهم منا التحية والإمتنان.
وبتحرير مدينة سنجة تكون هذه القيدومة بلغة أهل الفن سائلين الله عز وجل أن يكون الفرح الكبير من قلب الجزيرة فى رئاسة الفرقة الأولى مشاه وعلى ضفاف شارع نيلها الدفاق.
والعزة والنصر للقوات المسلحة نصرا يشفى صدور قوما مؤمنين..والخذى والعار لكل الخونة والمتآمرين والمرتزقة والمتعاونين.
بل بس