هذه الأرض لنا
بقلم:محاسن عثمان نصر
مع بشريات النصر المؤرز، علا صوت المآذن تهليلاً وتكبيراً وزرفنا الدمع، وعانق بعضنا البعض، وحق لنا أن نصدح عاليا بأن *هذه الأرض لنا*
فرحاً بتحرير، مدينتا الجميلة ود مدني وكل قرى ولاية الجزيرة، والمدن الآخرى المستباحه من دنث التمرد، بعد عام من القهر والإضطهاد.
كان قدر المولى عز وجل نافذاً حينما، فرض علينا واقع الحرب ليختبر صبرنا وقوة إيماننا ، وليختار منا الشهداء ويسمو بهم إلى عليائه، وتتكشف نوايا من خانو الوطن، فكان إختبار محبتنا للسودان أرضاً وشعباً
خلال الإستعمار البغيض تجرع العاقلين، بالمدن المستباحة، علقم حياة الإستعمار البغيض، التي تجسدت خلالها المعاناة، بمختلف أشكالها، إذ ضاعت طفولة أبنائنا لهول مامرو به من نقص في الخدمات، وعمالة هامشية أكثر قسوة تحملها اليافعين، وتفشي للأمراض، وكان الإبتعاد عن مقاعد الدراسة، الأكثر إيلاما وقهرا، ودونكم فقدان
نعمة الآمن والأمان التي لا تقدر بثمن، إذ أصبح اليل والنهار في المناطق المستباحة سيان، وتفشى خلالها مرض العشى الليلي وسط كبار السن، نتاج التغذية غير الجيدة، وتقف معاناة النازحين واللاجئين، شاهدا” على قسوة الحرب.
حجم المعاناة أكبر من ذلك ولا تحصى خسائرها المعنوية والنفسية والجسيدية، كان العزاء والبلسم للجراح بأن مايحدث (ذلك قدير العزيز العليم).
بانتصارات الجيش، والقوات المشتركة، وقوات درع السودان والمستنفرين، نتفيأ الآن، ظلال مرحلة جديدة من تاريخ السودان، مهرت بدماء الشهداء، مرحلة يجب أن يعلو فيها صوت الوطن، ليكن شعارنا فيها الوحده ونبذ الخلافات البغيضة ، التي أقعدت بالبلاد لعقود ، وحالت دون تقدمها، آن الأوان للعمل من أجل إعلاء قيم الوطنية و مداوة الجراح، بعيدا” عن الجهوية، والحزبية، لحماية ما تبقى من مكتسبات ومقدرات الوطن.
النداء الآن لأبناء الوطن وبناته لإلتفاف حول وحدة السودان، ودفع جهود البناء، واللحاق بركب التنمية.
الرحمة والمغفرة لشهداء الوطن، والحرية للمآثورين وعاجل الشفاء للجرحى والعزة للسودان.