ياسر الأدنى يكتب.. الفرائض لا المبطلات !
ظهرت بعض الأصوات التي تطالب بإقالة والي ولاية الجزيرة المكلف، وهي تقود حملة توقيعات لترشيح شخصيات بديلة. مع احترامي لهذه الشخصيات التي ربما دُفِعت بهم…. أولًا…والعلم عند ربي إلا أنني لا أرى من المناسب الآن إثارة هذه الضجة التي تضر ولا تنفع.
يجب في هذه المرحلة أن يتكاتف الجميع مع الوطنيين الخُلَّص الذين عاشوا أحلك الظروف وأصعبها، وهم يديرون دفة الحكم في الولاية من المناقل، ثم دخلوا مدني منذ اليوم الأول للتحرير. ومنهم من إستلقى على كنبة مكتبه التي يعلوها الغبار، وظلوا على هذا الحال أيامًا وأيامًا بعد التحرير.
يجب أن تلتف جماهير الولاية حول قيادتها العليا من أجل التعمير وإصلاح الخراب الذي سببه أولئك “اللا بشر”. أما الذين يقودون هذه الحملة، فقد كانوا مختفين تمامًا ولم يظهروا إلا بعد أن “لبَنَت”، ولم يُسهم أحد منهم في دعم أهله أو حتى زيارة مدني، بل ظلوا يتنقلون من فندق إلى آخر في عروس البحر الأحمر، ومن ديوان إلى ديوان، دون أن يكون لهم أي دور حقيقي سوى تصرفاتهم التي تشبه ما يفعله “ديك العِدَّة” عندما يقفز على المنشفة!
الجزيرة الآن تحتاج إلى من يوحِّد الصفوف لا من يفرِّقها، تحتاج إلى صاحب الرأي والفكرة والمال لمساعدة الذين مكثوا أكثر من عام في وضع النزوح، تحتاج إلى من يُقدِّم لا من يأخذ، تحتاج إلى عقول مستنيرة تساهم في دعم الجهاز التنفيذي لحكومة الولاية. الفرائض يجب أن تُؤدَّى، وليس أن تُستبدل بالمبطلات.