قاعدة البيانات السكانية وأثرها في التنمية المستدامة

كتب:الطيب الباقر

 

في عصر التكنولوجيا والمعلومات، أصبح ربط قواعد البيانات السكانية بمنظومة خدمية موحدة ضرورة حتمية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتسهيل الوصول إليها، تهدف هذه المنظومة إلى توفير منصة متكاملة وشاملة للبيانات السكانية، مما يمكن مختلف القطاعات الحكومية والخاصة من الاستفادة منها في تقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة.

 

ربط قواعد البيانات السكانية بمنظومة تقنية موحدة تمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة المعاملات الرسمية والخاصة للمواطنين ،وتسهيل حصولهم على الخدمات. يتطلب هذا المشروع تخطيطًا جيدًا وتعاونًا بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى توفير الموارد اللازمة. من خلال الاستفادة من التجارب العالمية وتطبيق أفضل الممارسات، يمكن لبلادنا تحقيق نجاح كبير في هذا المجال,إذا اتجهت لتطبيق قاعدة بيانات سكانية موحدة لتقديم خدمات عصرية وسريعة للمواطن. فضلا عما توفره للدولة من برامج مثل الإحصاء السكاني وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بتنمية القطاع السكاني.

كما تساعد على وجود قاعدة بيانات قانونية تساهم في إجراء البحوث حول تركز الجريمة والحد من مخاطرها حسب دراسات علم النفس الإجتماعي .وتساهم هذه المنظومة في التوزيع العادل للثروة حسب دراسات ومسوحات الفقرة والحاجة للدعم .

وفي المقابل تعزز هذه المنظومة من تطوير آليات الحكم والإدارة بما توفره من معلومات مهمة من شأنها دعم القرار السليم في كافة الولايات

ومن المكاسب العظيمة التي تحققها فكرة اعتماد قاعدة بيانات سكانية موحدة ؛ تحسين التخطيط واتخاذ القرارات و توفير بيانات دقيقة وحديثة لصناع القرار ، يساعد في وضع خطط تنموية فعالة تلبي احتياجات السكان بشكل أفضل، وتمكين المواطنين من الوصول إلى مختلف الخدمات الحكومية (تعليم، صحة، خدمات اجتماعية) بسهولة ويسر عبر منصة موحدة. و زيادة كفاءة استخدام الموارد و تجنب ازدواجية البيانات وتكرار الإجراءات، مما يوفر الوقت والجهد والموارد.

بالإضافة إلى تحسين الشفافية والمساءلة بتوفير بيانات دقيقة وشفافة الأمر الذي يعزز من الشفافية والمساءلة في العمل الحكومي، كما يدعم التنمية المستدامة بتوفير بيانات تساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل مكافحة الفقر وتحسين الصحة والتعليم.

وحتى يتم تنفيذ هذا المشروع ينبغي تحليل قواعد البيانات السكانية الموجودة وتحديد نقاط القوة والضعف. ووضع خطة استراتيجية لتحديد أهداف المنظومة ومكوناتها والجهات المستفيدة منها.
وتصميم المنظومة بتحديد التقنيات المستخدمة ونظام إدارة البيانات والهوية الرقمية.

ولتنفيذ المنظومة يجب بناء قاعدة البيانات المركزية وتطوير البوابة الإلكترونية والتطبيقات الذكية.
مع ضرورة تقييم التجربة واختبار المنظومة والتأكد من فعاليتها قبل إطلاقها بشكل كامل. وللتطوير المستمر يجب تحديث المنظومة بشكل دوري وإضافة خدمات جديدة. لدعم برامج ومشروعات الدولة الموجهة لمواطنيها في كافة أرجاء البلاد.

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى