زهرة المدائن
يوسف حمد النيل

هي زهرة المدائن أرض نبتت بالصلاح وفلاح الارض ياتيها رزقها عرقا لفلاحة الزرع والعناية بالضرع هي الام الرؤوم الارض التي يحج اليها من كل فج عميق جزيرة الخير عطاءا بلا من تحمل عنونا حفظته الاجيال جيل من بعد جيل.
ولازالت تلك اليافطه ترتسم على محيا كل سوداني ابتسم انت فى ودمدني مدني تجبرك على الابتسام انسانها مثل تربتها ينبت بالدهن اخلاقا ويقطر عرقه مروءة مدني لقبت بالجمال وعرفت بمدينة الثقافة والعلم وارض المحنة وهي كذلك فتغني لها الشعراء من فطاحلة الحقيبة روحي ليه مشتهيه ودمدني وتغني لحنتوب الجميلة صاحبة الريادة والزيادة التي اخرجت مدرستها اجيال وكانت صاحبة بصمة فى تأريخ السودان.
الجزيرة مدخلها مسيد ود عيسي علم وعالم تأريخه معلوم مبذول صاحب مدرسة روحية ومحبه صوفية غرس فى مدخلها النفس الرضيه وبساطة السجيه يجاوره فيها
ألتي حضارة الواقع وعين السامع.
فيها تمازجت اصهار وانساب فشكلت حصنا منيعا تؤمن شمالها المسعودية وحجابا للجدايد والثورات ثم المسعودية والنوبة .
وتاتي احدي اهم مدنها بساطتها فى سجيتها القروية ارض العز والنضال هنا التكينة هنا التضحية والفداء هنا القوم يعدوا ما اسطاعوا وما استطاعوا
وتتراص مدن الجزيرة غربا وشرقا نجمات ثريا فخيال الشعر يرتادها فإن كانت بعيده فخيالي يدرك النائي القصيا.
احتضنت فى وسطها كعقد الجواهر البطل الشهيد عبدالقادر ودحبوبة احد امراء المهدية وصاحب اشهر مرثية تغني بها احد ابناء الجزيرة بادي محمد الطيب
بتريد اللطام اسد الكزازه الزام هزيت البلد من اليمن للشام سيفك للفقر قلاع
ثم من اكمتلت بها معالم الطريق مدينة الكاملين هادئة رزينه رشيقه ثم جميلة
ارض مشروب الفرات استراحة العابرين كفتريا حافظ ديوان وصالون الجزيرة تكرم وافديها وتغير مسارهم ان هلموا نحن ضيوفكم وانتم سكانها.
وهناك على جنباتها رسمت الحصاحيصا تفاحة ادم على عنق الجزيرة ارض العلم منارة السمانية فى غربها قلعة تشرئب لها اعناق الرجال تيمنا وتبركا فى مراقدها اتصل جيدهم برباط روحي قادري ثم سماني فمزج ذلك طابت التي يطيب فيها المقام وينشد المريد التهليل مسبوله بستر من الله الرحمن.
فى شرقها قصة وحكاية تواترت منذ اجيال حفظت للشيخ بدري جهاده فى ازاحه التقاليد ممتطيا عزيمته وبارزا بسيف الشجاعة رسول علم فغرس فى رفاعة مدرسته لتعليم النساء كرائده فى موج لجي يغشاه موج من فوقه سحاب هطل على نساء السودان فذهب جفاء الجهل واما ماينفع الناس فمكث فكسر طوق الجهل وارتادت تلك البقعة صهوات العاديات صباحا.
الجزيرة ارض تلاوة القران على جنباتها هناك مركز القادرية وهيام الصوفية والسريانية حينما يمتلئ كوب المريد فيصبح سكرانا هائما بحب الحبيب ويتمثل قول الشاعر سليل آل البيت العركي
الشيخ عبدالله محمد يونس
إذا افتخر المثرون بالمال والغنى
فبالعلم والآداب فخري ولا عجب
فإني من القوم الذين تأدبوا
بآداب طه حيث أدبه الرب
ولا مال لي إلا الزهادة والتقى
ولا عز لي إلا العفاف وذا حسب
ارض الأعراك طيبة الشيخ عبدالباقي بقعة اصلها ثابت وفرعها متصل بحلق القران والعلم ارشادا وتعليما مناره سامغة وارض تفطنت على التهليل وذكر الجليل قران مجيد فى لوح محفوظ.
طيبة واعراكها اهل تقابة لم تنطفئ نارهم منذ مائات السنين وتوسدت على شرقها ابوحراز اسمها يعلمه القاصي والداني اضرحه توزعت على مدينتها سيدي بن ابودريس دفع الله المصوبن وفى غربها ولي وسلطان ومانجيل سيدي الشيخ يوسف ابوشرا ينحني بجواره ابنه سيدي الريح ابواتو احمد اهل سيرة صلاح كشراع تقود سفينة مدني وفيها كانت اغاني البنات يا اب شرا جيبو ولو راجل مرة.
فى الجزيرة الخضراء التي ترتوي من النيل وتشقها الترع والكنارات كمشاط منتظم.
كان عنوانها الكاشف ومحمد الامين
تبتسم مدني لتفتح ذراعها غربا لتتوسد الشكينة بوابة المناقل ترقي الرقيه تفلا فتمدد الارض زرعا اخضر فيتغني المغني قلت لي مدني الجميلة مدني يا أجمل خبر فيها قضيت الطفولة فيها شخ عمري وكبر
وفى الاذهان مدني خبرها دائما بشرا تصطف مدني فى فم السوداني فتكون ضرس عقل وملجأ بشر وفرحة كل.
مدني فى وسطها ضريح السني ودمدني رائد اسمها وعنوانها ابيها الذي انجبها فكانت باره به توزع ابنائه من الاحياء فسماهم حي المنيرة، بانت، وحي ودكنان، ومايو، وجزيرة الفيل ومارجان حله حسن فانجب الابناء وصار ودالسني جدا فانجبوا الزمالك، اركويت، الطائف وكثر الأحفاد وتواترات الناس زرافات ووحدانا يتوزعون براَ وتيمناً بودالسني مدني.
هذا التأريخ المختصر الذي تنقلنا فيه بأنفاس متسارعة يعطيك من هو انسان الجزيرة بهذا الاختلاط الفريد وهذا التأريخ التليد انسان بالبر عرف وبالاحسان سار وبخلق من القران صار.
مدني خصوصيتها فى طيب مجتمعها حين تفد اليها تشاهد تمازجا فريدا جمعهم عرق مشروع الجزيرة الذي يشكل قلبا ممتلئ بحب السودان تربال ينثر البذر ليؤمن قوت بلادي ويسقيها من وريده ثم من شريانه.
مشروعها الاخضر كعروس وجهها حسن ونيليها كوثر.