هل لكيكل من يستشيره؟

بثتصريحات كيكل الأخيرة في حضور لفيف من الصحفيين وجدت ردود أفعال متباينة لجهة أن كيكل قدم روايات جديدة لعدد من الأحداث ومجريات الحرب فضلاً عن قطعه بوجود حميدتي على قيد الحياة.
ما أعطى حديث كيكل المزيد من الزخم هو نفي يوسف كيكل لبعص ما ورد على لسان أخيه مما جعل الباب مفتوحاً للتشكيك رغم أن النقل عن كيكل تم عبر صحفيين كبار مشهود لهم.
تصرحات كيكل هذه ومن قبل حديثه في إحدى فعاليات مشروع الجزيرة تؤكد أن الرجل في حاجة لمستشارين أكفاء خاصة فيما يلي الإعلام، فحديثه الأول حول مشروع الجزيرة افقتد الحصافة – وهذا في تقديري الشخصي – لأن العارف بقضايا مشروع الجزيرة يعلم يقيناً ما نص عليه القانون حول تمويل المشروع.
ولو كان لكيكل من يستشيره لأخبره بأن المالية وبنص القانون ليست مسؤولة عن تمويل مشروع الجزيرة ، وأن ذلك تم بموجب قانون 2005 سيء الذكر تعديل العام 2014.
ولأخبره كذلك أن هذا القانون هو الذي هلل له المزارعون حينها وكبروا (ودقو صقرية كمان)، ورغم أن مطالب كيكل حول المشروع مشروعة إلا أن طريقة حديثة وإنفعالاته كان تعطي الأمر أبعاد أخرى تأتي في سياق صراعات قيادات المزارعين.
وبالعودة لإفادات كيكل الأخيرة لا أحد يستطيع أن يقول إنها جاءت هكذا دون قصد فنحن في ظروف تحسب فيها كل كلمة قبل أن تقال، إذن فهي مقصودة بلا شك مما جعل البعض يستهجن طريقة حديث كيكل عن حميدتي بطريقة فيها كثير من تحسين الصورة الذهنية له.
وسوى ذلك فإن الإعلان القاطع بوجود حميدتي على قيد الحياة أمر اجتهدت فيه غرف المليشيا الإرهابية طوال فترة الحرب ولم تفلح في تأكيده ليأتي كيكل ويؤكده هكذا ليعطي المزيد من الدفع المعنوي لمقاتلي الدعم السريع هذا لمن يعرف طبيعة تكوينهم َودوافعهم.
إذن السؤال المشروع الماثل هو ما هدف إطلاق مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت؟