مرتضى البيلي رجل المهام الصعبة!!
كتب: عبد الله حسن محمد سعيد
كان يوماً حافلاً من ايام النزوح في كسلا ، تلك المدينة التي احتضنك في صدرها الحاني الملتجئين إليها من كل بقاع السودان يلتمسون الامن والامان بعد أن اكتسح تتار العصر من أبناء دقلو ومرتزقة عرب الشتات مدنهم وقراهم.
فشردوا وقتلوا ونهبوا واغتصبوا وفعلوا ما يتعفف عن فعله الإنسان خرقا لكل قانون وخلق إنساني . جاءوها وكلهم ثقة في الأمن من الخوف والاشباع من الجوع . فوجدوا تلك الأيادي الحانية وهي تستقبل جموعهم وتسدل عليهم لباس الامن والاطمئنان .تحفهم البركات في دار سيدي الحسن ابجلابية و.
ضريح السيدة مريم الشريفية وخلاوي ودحاشي حيث ترتفع اصوات التالين للقرآن تجويدا وحفظا ومآذن المساجد ترفع الاذان للصلاة وتحتضن الملتجئين إليها يرفعون الاكف لله العلي القدير أن تنتهي تلك الازمة بنصر مبين للقوات المسلحة وجموع المستنفرين والعود الي الديار آمنين .
قصدنا نحن في مبادرة توحيد كيانات الجزيرة (موج) مجموعة من المهتمين بشأن اخواننا في مظان نزوحهم من ولاية الجزيرة لمقابلة الأمين العام لولاية الجزيرة السيد مرتضي البيلي لعرض حال إخوتنا من اهل الجزيرة الذين احتضنتهم المدينة وقراها بعد رحلة العناء والعذاب.
يداعبنا الأمل في حل كثير من المعضلات التي اعيانا إيجاد حلول لها وطرح مبادرات مجتمعية نساهم بها مع قيادات ولاية الجزيرة في كثير من الملفات التي تحتاج للجهد الشعبي تكاملا مع الجهد الرسمي في الولاية ولجان المقاومة والنفرة الشعبية لدعم القوات المسلحة التي اعلنها الوالي حديثاً في ولاية الجزيرة .
دخلنا عليه دون بروتوكول فوجدنا رجلاً متواضعاً يستقبلك هاشا باشا تريحك ملامح وجهه وتلبسك لباس الطمأنينة لما ستجده منه من قبول لطرحك فيزول ما علق بزهنك من توجس وخيفة أن يخيب مسعاك ، عرفنا الرجل متاح في كل ركن من اركان المدينة يسعي بين الناس في أماكن وجودهم في كل مناطق الإيواء .
وجدنا له وجوداً فاعلاً بين الناس ووجدنا له بصمة في الصحة (وكنا شهود علي ذلك ) التي تمثلت في مجهودات جبارة لينعم المرضي بخدمات التأمين الصحي في ست مراكز صحية تعالج احد عشرة خدمة صحية مجانية ، وفي العون الإنساني يسعى لسد ثقرات النقص في الغذاء تخفيفا للأعباء التي قصمت ظهر النازحين من ولاية الخير والعطاء ارض الجزيرة الخضراء يسعي بين المنظمات والعون الإنساني ويستصحب معاناة منسوبيه ،
ووجدناه ايضاً في المجتمع يواسي مصاب منسوبيه من اهل الولاية في فقد الأعزاء مقدما العزاء ومشاركا في تخفيف الأحزان عنهم ، ووجدناه في مراكز الإيواء يحمل المكنسة وهو يقود الشباب في نفرة اصحاح البيئة ويقدم ما بين يديه من آليات الولاية في اصحاح البيئة .
جلسنا اليه وفي معيتنا أربعة عشرة نقطة نحتاج لطرحها ولم نعرضها عليه قبلا فوجدناه مستمع جيد وافر المعرفة دقيق في تناوله للمواضيع صريح في اجاباته متجاوب مع أحاسيس منسوبيه من اهل الجزيرة عالم بأحوالهم في كل مظان وجودهم ، عميق في طرحه واجباته لكل الأسئلة التي ناقشناها معه ابتداءً بمن نحن وانتهاءً بفتح أبواب التعاون الايجابي في كل ما طرح عليه من مبادرات مجتمعية تصب في مصلحة ابناء الجزيرة تعالج شؤون حياتهم وتيسر أمورهم وشئونهم فيما اهمهم .
طرحنا عليه مبادرة توحيد كيانات ولجان ابناء الجزيرة في كسلا والقضارف وبورتسودان فكان سباقا متحمسا ومتبنيا للفكرة التي تؤكد وحدة انسان الجزيرة وحرصه على إدارة شئونه بالتوافق والتعاضد والتعاون ومتبنياً لمبادرات الاسناد المدني واليد البيضاء للتعليم وتكوين الآلية الاعلامية والنفرة الشبابية للتدريب والتأهيل في اطار المقاومة الشعبية عبر اللجان التي كونها الوالي والتي يعمل الكل في معيتها وتحت إدارتها والتزاما بخطط عملها في تناغم يدفع بها إلى مراميها ، وفي العون الإنساني وتدفق اعاناة الذرة للنازحين مفصلا للجهود وموضحاً لنلنظام الدقيق في الحصر والتوزيع وتحدثنا طويلاً عن الهموم المجتمعية ودور القيادة فوجدنا وعيا بكل مطلوباتنا وهموم اخواننا في كسلا من منسوبي الولاية واطمأنت قلوبنا لكل الإجراءات التي قام بها السيد الأمين العام للولاية وهو يعمل في ظرف استثنائي بالغ الصعوبة والتعقيد ومستضاف في مكتب يدير اعماله فيه لا يكاد يخلوا من طالب لحل معضلة في الشأن العام فأبواب الرجل مشرعة دون تعقيد ..
طالت الجلسة دون أن نحس بالملل وتسارعت عقارب الساعات الطوال ونحن ننتقل من بند إلى بند في جلسة طابعها البساطة والاريحية والعمق والجدية في تناول المواضيع التي طرحناها جميعها ووجدنا استجابة كاملة وتطابقا في وجهات النظر ..فطوبا لأهل الجزيرة بهذا الرجل الذي يدخر لكل أمر جلل مع التأكيد على ايفائه حقه ومستحيه من الثناء والتقدير لدوره الرائد ..
ومن هنا نشد على يد السيد الوالي باختيارك لهذا الرجل ليكون سفيراً مفوضاً لحكومته لرعاية شؤون منسوبيه من الولاية في ولايات الشرق وهذا من حسن الاختيار الذي يطمئننا على مسار شأن الولاية كله في ترتيبات سياسات التحرير واعلان هزيمة مليشيا الدعم السريع ونظافة الجزيرة من تتار العصر ومرتزقة آل دقلو وعملاؤهم وانتهاءً بمعالجة ملفات إعادة البناء في الولاية ..
وترتيب الحياة في الولاية بمنهجية جديدة تعالج كل تعقيدات الماضي وتفتح آفاقا أرحب في ولاية الخير ويبشر بتعاون الجهد الحكومي والمجتمعي ينظم العلاقة لمصلحة الجماهير العريضة في هذه الولاية التي تمثل سودانا يسع الجميع ..
شكراً السيد مرتضى البيلي امين عام حكومة ولاية الجزيرة ومن هنا يبدأ مشوار التحرير و البناء والعزة والكرامة والنصر المبين في معركة الكرامة …