من جنوب الجزيرة إلى جبل موية ومحور مصنع سكر سنار.. رحلة النصر والتضحيات

كتب: غاندي إبراهيم

 

 

 

كانت اللحظات عامرة بالأشواق والذكريات، والقلب يخفق بشدة، وانا امتطي عربة عبر طريق يقودوني إلى المعشوقة مدني،فأشتغل العقل بالتفكير ودارت في مخيلتي ذكريات عدة، خاصة ونحن وصلنا إلى منطقة تكاد تشعر فيها بأنك علي وشك الدخول إلى حاضرة الجزيرة الحبيبة مدني، ولكن ما اقسى ان تجد نفسك قريباً من ملامسة معشوقتك، ولكنك تجد نفسك مجبراً على التوقف وتأجيل رحلة الذهاب إلى هنالك في الوقت الحالي، ولكن الواقع يؤكد أن الأمر سيكون قريباً بإذن الله.

في منطقة جنوب الجزيرة وجدنا أن روح الانتصار حاضرة، والكل على قناعة تامة أنه في انتظار التعليمات الاخيرة لبدء معركة تحرير الحبيبة مدني، فالجنود هنا يتشوقون اكثر منا لذلك، ولكن الأمر رهين بتقديرات عسكرية عليا.

الرحلة الثانية كانت عبر طريق سنار ربك، وشملت مناطق جبل دود وفنقوقة وسقدي وجبل موية، جبال شهدت أكبر معركة قصمت ظهر المليشيا بالوسط، فطبيعة الجبال أكدت لنا أن الإنتصار في هذه المعركة له معاني كثيرة، قدم فيها ابناء القوات المسلحة القادمين من كوستي والهجانة والمناقل وسنار تضحيات كبيرة ودروس متعددة..فمعركة جبل موية تلاحمت فيها جيوش الفرقة 17 و18 والفرقة الأولى.

الجنود الذين التقيناهم حكوا لنا تفاصيل المعركة وما دار فيها، فكل ما تم يشعرك بالفخر والاعتزاز بجيشك الوطني.

ولقد كانت الحركة بشارع سنار ربك الذي يمر بجبل موية تنساب بصورة سلسة وممتازة، فالشاحنات التي تحمل الوقود والمواد الغذائية تتحرك بالشارع بكل اطمئنان واريحية، وعادت للطريق حيويته.

في محور مصنع سكر سنار، نمسك عن ذكر التفاصيل، ولكن نؤكد أن ما لمسناه هنالك اكد لنا ان تحرير المصنع والقرى المحيطة به لن يتأخر، فقوات المليشيا بالمصنع في تقهقر مستمر، ولقد سبقتنا بأيام استسلام قوة تابعة للمليشيا بعرباتها لقوات الجيش، كانت متمركزة بالمصنع.

ومن المصادفات أننا وجدنا التوم هجو رئيس مسار الوسط يرتدي البدلة العسكرية داعماً ومسانداً للقوات المسلحة، وحدثنا عن قرب الإنتصار بمحور سنار.

التوم هجو الذي اثبت لنا أنه وطني غيور،حيث ذكر لنا أنه نزل الميدان من اول يوم لسقوط مدني، وذكر أنه أتى من أمريكا إلى الميدان مباشرة لكي يتحمل تبعات الحرب مع اهله، وافادنا أنه وبمعاونة بعض نظار الإدارات الأهلية بسنار دربوا عدد كبير من المستنفرين بمعسكر حريرة وهم من شاركوا في تحرير السوكي والدندر ويحفظون أمن الدندر الآن تحت مسمى قوات الكرامة، والمعسكر مازال مفتوحاً للجميع.

⭕رافقني في رحلة سنار وزير الشباب والرياضة بولاية الجزيرة الأستاذ طارق عبدالرحمن الذي زار بعض القرى الآمنه وتلمس فيها احتياجات النازحين والمواطنين ووعدهم بتلبية كافة طلباتهم.

وزير الشباب والرياضة ذهب ممثلاً لحكومة ولاية الجزيرة،متفقداً المواطنين،ويعكف الآن على تسيير قافلة ضخمة صحية وغذائية إلى القرى المحررة بمحلية جنوب الجزيرة.

من ما لمسناه وعايشناه ورايناه نؤكد أن النصر قريب وأنه لآت مهما تمادت المليشيا في وحشيتها ضد المواطنين.

احتفاء كبير وجدناه من الجنود هناك ولقد بعثوا عبرنا برسائل خاصة للمرعب الانصرافي،(وقالوا لنا نوصيه بمواصلة بل ال………..).

خالص الشكر والتقدير للسيد والي ولاية الجزيرة الطاهر ابراهيم الخير الذي جعل هذه الزيارة ممكنة.

وما النصر إلا من عند الله
نصر من الله وفتح قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى