مختار مأمون يكتب: لا مستقبل للسودان بدون مشروع الجزيرة
إن مشروع الجزيرة أصابه إهمال متعمد وتدمير ممنهج حيث تم تدمير سكك حديد المشروع التي كان طولها ١٤٠٠كيلومتر وكانت تنقل المدخلات والإنتاج والمرضى وتلاميذ في زمن الخريف كما تعرضت الهندسة الزراعية والمدينة وعند ما كان المشروع في أيام مجده وعنفوانة كانت الآليات تخرج للغيط من أواخر شهر مارس لتحضير المساحات المستهدفة للزراعه في كل موسم.
كنا نسمع أصوات وازيز الآليات الثقيلة D7وD9 وحفار اب عشرين والكل يعمل بهمه ونشاط للاداء الواجب وفق منظومة محكمة وعجله تروسها مترابطة .واليوم ينعق البوم والغراب في السرايات ومكاتب الاغصام والتفاتيش والقناطر بعد ان كانت تشكل خليه نحل في العمل الإداري وكانت الأقسام مزدهرة بالاندية الاجتماعية والثقافية التي كانت تروح على العاملين وتجدد نشاطهم وتقوي اواصر التعاون بينهم.
وتعرضت الترع والقنوات للتجريف تحت دعاوى التطهير واي تطهير هذا وبعد ما كان التطهير يتم وفق دراسات هندسية أصبح في زمن تخريب المشروع يتم بالكم وليس بالكيف واصبحت مياه التر غورا وابو عشرين أعلى من الترعه وابو سته أعلى من ابو عشرين وهذا ينطبق على الحواشات وفي معظم الحالات كانت تروى بالطلمبات والناكوسي الأمر الذي ترتب عليه زيادة التكلفة وقله في الإنتاج كما افرزت صعوبة ري المحاصيل بعض المشاكل بين المزارعين كما تعرضت أبواب القنوات للتعدي وفتح المياه بدون ضوابط.
وتمت سرقه الأبواب مما ترتب عليه إهدار المياه الذي سبب اختناق في ري المحاصيل وأصبح شح المياه سمه متكررة كل موسم وهذا ناتج عن عدم وجود الإدارة في الغيط وفي ايام عز المشروع ومجده كانت أبواب الترع الا بواسطه خفراء الترع وفق نظام دقيق بين إدارة المشروع ووزارة الري وحسب حجم المياه التي يحتاجها كل محصول وحسب الخطه التاشيريه للموسم الزراعي .
ان الحرب اللعينه التي شنها الدعم السريع أثرت تأثير مباشر على السودان وولاية الجزيرة وبما فيها المشروع وهجر المزارعون الزراعة في بعض أقسام المشروع بسبب انعدام الأمن وانعكست آثارها السالبه على البلاد اقتصاديا واجتماعيا وصناعيا وغدائيا تسببت في قله الإنتاج وحتى المنتج لم يسلم من تعديات الدعم السريع والناجي من تسلطت الدعامة لم يجد سبيله للتسويق وارتفعت اسعار المحاصيل الزراعية التي أثرت على المستهلك الذي فقد كل شي .
ان الذي يحدث الان في المنتديات والاسافير حول مشروع الجزيرة ومستقبله يحتاج لوقفه صلبه من اهل الجزيرة ليس من أجل انسان الجزيرة فحسب بل من أجل السودان ومستقبله واستقراره أن أهل الجزيرة لم يكونو في يوم من الايام ينظرون لأنفسهم وكانوا يؤثرون ولو كان بهم خصاصة.
