خواطر عائد في زمن النزوح (٦).. ستموت في العشرين

بقلم: مصطفى هانرك

 

 

 

تعبٌ أنا… أشتاق إلى حضن المكان.. تملكني الرهق.. تسير خطواتي بلا هدف.. أسير أنا و عقلي يركض.

يقول أحمد عبد المعطي حجازي…
هذا أنا ،
وهذه مدينتي ،
عند انتصاف الليل
رحابة الميدان ، والجدران تل
تبين ثم تختفي وراء تلّ
وريقة في الريح دارت ، ثم حطت ، ثم
ضاعت في الدروب ،
ظل يذوب
يمتد ظل.

وعين مصباح فضولي ممل
دست على شعاعه لّما مررت
وجاش وجداني بمقطع حزين
بدأته ، ثم سكت.

من أنت يا .. من أنت ؟
الحارس الغبيّ لا يعي حكايتي
لقد طردت اليوم
من غرفتي
وصرت ضائعاً بدون اسم
هذا أنا ،
وهذه مدينتي.

هذا أنا و لكن أهذه مدينتي… و الحارس الغبي لا يدري حكايتي؟؟؟ نعم أظن ذلك!!!
أكره الزحام جداً… حتى في الأفكار… أكره جداً تزاحمها
يقول الإنجليز الاثنان رفقة و الثلاثة زحام.

أو هكذا ترجمة المثل الشائع
ستموت في العشرين! هكذا كنت أسمى تقاطع شارع فيصل الرئيسي مع شارع العشرين… و الجيزة مدينة الزحام.

لن تموت في تقاطع الزمالك.. و لكن ستضيع بضع ساعات من عمرك ، لا تدري لماذا و علام يتزاحمون.

تختلط أصوات الباعة مع أصوات مولدات الكهرباء مع حفيف السيارات و فحيح المارة…
و سافر.

ﻣﻄﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺿﺠﺖ
ﻗﺪﺍﻣﻚ .. ﻭﺭﺍﻙ ﺑﻴﻀﺎ
ﻭﺳﻤﺎﻙ ﻏﻨـّﺎﻯ
ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻷﺳﻰ ﺍﻟﻔﻰ ﻋﻴﻮﻧّﺎ
ﺗﺘﻔﺠﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻧﺎﻯ
ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻌﺔ .

ﺗﺴﺎﺏ ﻋﻴﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ
ﺩﻣﻮﻉ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﺠﺖ
ﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﻏﻄﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ثم… ثمّ… يقاطعك صوت مبحوح
ليمون توتي بمية
ليمون بارا بمية
ليمون بارد بمية…
ما مصدقني؟؟؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى