خط ١٠٠ غرب

لعناية السلطات الرسمية .. العشوائيات في مدني

 

 

مقالات ذات صلة

للأسف لم يتغير شيء منذ ندائنا الأول والثاني قبل فترة للسلطات الرسمية لحسم السكن العشوائي والتجمعات المشبوهة في مدني، فلا زال الحال كما هو والسلطات تتفرج والعشوائيات تتمدد في النواصي ووسط البيوت تمد لسانها.
الآن وبعد الحرب اللعينة التي فرضتها المليشيات على البلاد واحترقت بموجبها الخرطوم هاهو شبح الحرب والفوضى يهدد المدن المتاخمة إن لم يتم حسم الظواهر التي تمهد للانفلات الأمني.
وهي ظاهرة بدأت قبل سنوات وتصاعدت حدتها التي انتشرت مؤخراً وسببت هلعاً للمواطنين وعمّتْ كل المدن والمناطق والأحياء، وقد كانت بعض المظاهر تغطية لأنشطة مشبوهة للأسف تمت معرفتها فيما بعد في تداعيات حرب الخرطوم الحالية.
في مدني انتشرت ظاهرة الخطف والنهب في السنوات القريبة الماضية وقد كانت في سابق عهدها المدينة الأكثر أمناً، يمكنك أن تتمشى فيها من (صينية الطيارة) على خط السكة حديد مروراً بالسوق الجديد حتى بوابة الإعدادية منتصف الليل دون أن يسألك أحد وقد كانت هذه عادتي وهوايتي المحببة في المشي لوقت قريب.

لقد سمعنا العديد من الروايات في التفلتات وترويع الناس في شوارع المدينة، وصار الخروج لا يخلو من المخاطرة، والسؤال أين السلطات من هذا التراجع في الموقف الأمني في الولاية وفي مدني خصوصاً التي كانت معروفة بالهدوء والأمان.
وربما لاحظ الجميع انتشار المساكن العشوائية في عدة أحياء من مدني وفي أحياء المنيرة والمطار والزمالك على وجه الخصوص، عشرات البيوت المصنوعة من الخيش والقش على الأراضي وسط هذه الأحياء وتجد في كل بيت منها عشرات النساء والرجال في معيشة مختلطة.
اختلط حابلهم بنابلهم وأغلبهم من جنوب السودان وتجدهم دائماً يسيرون في مجموعات كبيرة ليلاً، ولا أدري كيف تسمح السلطات الأمنية والمحلية في حكومة الولاية بتنامي ظاهرة العشوائيات بهذه الكثافة داخل الأحياء السكنية.
لماذا مساكن عشوائية وسط المدينة؟ هل في القانون ما يجيز لكل شخص ان يستجلب (خيش وفلكاب) ويبني كيفما اتفق في أي مكان؟؟ وما مدى خطورة هذه العشوائيات على أمن الناس بل والأمن القومي كله.
أصحاب هذه المساكن يجب مساءلتهم بقوة فأن تمتلك أرضاً لا يعني ان تجعلها بلا تحريز وبؤرة للإخلال بالأمن ويجب أن تتابع سلطات الأمن وسلطات الأراضي هؤلاء الملاك وتنذرهم.
وقبلها يجب على سلطات الشرطة والجيش أن تمنع هذه العشوائيات المتنامية وتزيلها تماماً، ولن ونسأل عن غياب وزارة البنى التحتية والتخطيط العمراني منذ سنوات سابقة ومسؤوليتها في هذا التشوُّه البصري الذي أصبح سُبّة في جبين المدينة

قبل أن تتخذه بعض الجهات ستاراً لزعزعة الأمن ونهب الأبرياء وترويعهم في الشوارع ونسأل الله أن لا تنحدر الأوضاع لما هو أسوأ.
إنّ هذه العشوائيات يجب أن تكون مثار وقفة لجميع السلطات على اختلافها في كل الولاية وفي مدني خصوصاً وهي معروفة ولكن المثير واللافت للنظر تمددها بهذا الشكل الشيطاني ولذلك لن نستغرب ما نسمعه عن (طريق الهوا)
الذي أصبح يطلقه سكان مدني على الشارع المحاذي لجامعة الجزيرة إلى منطقة السوق المركزي فقد أصبح مثل (أنغولا) في أطراف الخرطوم قبل أن يستبحها الجنجويد.. والحديث يطول ولكن في انتظار المعالجة العاجلة من المعنيين بالأمر في الشرطة والجيش والأمن بالولاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى