العلاقة بين نظريات الموسيقى وممارستها

كتب:الموسيقار عباس أبو لكيلك

 

 

 

موسيقار عباس أبوالكيلك
بينما كان مذهبا التجريبية والعقلانية يعيدان تحديد معالم المعرفة باستحداث قيم علمية جديدة ارتفع صوت اللاعقلانية وصيحات الاحتجاج من الفنانين المعتمدين في عملياتهم الخلاقة علي الحدس ضد الاتجاهات الدجماطيقية والعلمية المجردة لأصحاب نظريات الموسيقى وفلاسفتهم .

علي نحو مماثل لما حدث في الأدب إن كان انصار الاتجاه الجديد لم يقدروا علي حشد أسلحه قويه مماثله لخصومهم.

فلقد أكتسب الباحثون الموسيقيون العقلانية بعد تشبعهم الجو العلمي واستدراك سهولة الاستدلالات المنطقية لم يكن من المستطاع محاربتها الحدس وحده .

كما أن القدرة الخلاقة الفطرية كانت قوية عند الموسيقيين مما جعلهم يشعرون بأن التأملات المستمرة قد تؤدي إلى حرمانهم من التلقائية والروح الموسيقية في طبيعتهم .
ومما يثير الدهشة في صفوف فطاحل حماة الرأي القديم يقول الغربي ماتيسون في كتابه For Scherde – Orchestera 1721- أن الموسيقى فن يدرك الحواس وبالنظر الى عدم إاعتماده علي المنطق فانه ينتمي إلى نطاق المشاعر.

على أن كثيرين من عظماء المفكرين قد تشبثوا بالاعتقاد بأن الموسيقى علم وصرح الرياضي المشهور آنذاك ليوناريت 1783-1707ضمت آخرين إن الموسيقى علم مهمته الربط بين أنغام مختلفة على نحو يساعد الأذن وعلي خلق متوافقات مستحبه للسمع أما ماتيسون فقد نظر إلى الموسيقى لا كفن للتآلفات والمتناسبات بل كتعبير فني عن العواطف.

واضاف الى ذلك حتى موسيقى الآلات ذاتها يجب أن تكون تفتقر الى شحنة من الانفعال وآخر أثار المذهب السيكولوجي الخاص بالمدلول الانفعالي النزعة العاطفية في الأسلوب الكلاسيكي للمدرسة الفيناوية.

ولما كان مذهب المدلول الانفعالي هو المركز العصبي للباروك فانه لم يعد مجرد أسلوب في الجماليات وعلم خاضع لقواعد محكمة يمكن تعليمه وتطبيقه في الناحية العلمية.

فبدلا من اتجاه الموسيقيون الفلاسفة إلى البحث عن انسب الأنغام والأشكال التعبيرية عن موقف معين فإنهم قد ركزوا جهودهم على الإدراك السيكولوجي للانطباع الذي يحدثه الموضوع على الذات على انه سرعان ما نبذت حتى هذه النظرية الحسية العقلانية وفضلت عليها النظرية التعبيرية.

لنقرأ عن الموسيقى لنتعرف أكثر وأكثر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى