خبير: سؤال الأزمة الثقافية المتصل بالإعلام يتعلق بعدم قدرته على إرضاء متخذ القرار من ناحية والمتلقي السوداني في الناحية المقابلة

مدني: عاصم الأمين

يذهب البروفيسور محمد بابكر العوض أستاذ الإعلام بجامعة الجزيرة إلى أن الإعلام يشكل التجسيد الواقعي والوظيفي لمفهوم الثقافة، مشيراً لارتباط الإعلام بالثقافة في المؤسسة الرسمية للدولة المعنية بهذا المجال في السودان وهي وزارة الثقافة والإعلام.

وفي تقدير العوض الذي قدم محاضرة الأسبوع الماضي بعنوان: “الإعلام السوداني والوجه الثقافي للأزمة” ضمن ورشة المحور الإعلامي مبادرة جامعة الجزيرة)الحل للأزمة السودانية) فإن الإعلامي نفسه هو موضوع من موضوعات التأزم في الحالة السودانية.

9
وفي منظور “العوض” فإن سؤال الأزمة الثقافية المتصل بالإعلام يتعلق بعدم قدرته على تحقيق أهداف النظم الحاكمة من ناحية وإرضاء المتلقي السوداني في الناحية المقابلة.
ويحدد البروفيسور محمد بابكر العوض خصيصتين للإعلام السوداني ساهمتا في التأزم فيما يلي الوجه الثقافي للأزمة أولهما أن الإعلام السوداني لم يهتم بالجوانب الثقافية ذلك انه صنف نفسه منذ وقت مبكر كإعلام سياسي، ويلتفت إلى أن القوة الثقافية يمكن أن تكون مهدداً للدولة السودانية.

أما الخصيصة الثانية التي أضرت بالإعلام السوداني كما يذكر “العوض” فهي كونه إعلام محلي منشغل بالشأن الداخلي ولا يأبه كثيراً حتى بصورة السودان في الإعلام الخارجي وهي مسألة غاية الخطورة حد قوله.

مشيراً لتأثير عدم التجانس ما بين الخطاب الإعلامي الداخلي والخطاب الخارجي على البنية الثقافية السودانية وهي مشكلة تراكمت مع العولمة وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل المتلقي السوداني يجد الإشباع في الوسائط الإسفرية.
“العوض” يقول إن أعلى مستويات حدة الأزمة كانت عندما لم يجد المتلقي السوداني إذاعة أم درمان بعد الحرب وذلك في رأيه يجسد عجزاً بنيوياً في بنية الإعلام السوداني، ويشير إلى بعد أخر من أزمة الإعلام السوداني وهي أنه إعلام تقليدي، لافتاً للحاجة لإعادة بناء منهجية العمل الإعلامية عبر إعادة بناء المؤسسات والمناهج العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى