كتابات حرة

هل تغير الحرب نخبنا وسوء ادارتنا للأمور

 

 

 

واقع السودان الآن مؤلم ولا يحتمله كل من يحمل في داخله حب الوطن وعشق ترابه، حتى اللذين يصرون على استمرار الحرب حتى نهايتها ويرفضون التفاوض لن يكونوا فرحين بما يحدث حتماً، ربما طموحاتهم الخاصة أكبر من السلام ووضع البلاد العام.

تعود قلمي على تقبل الآخر مهما كانت درجة أختلافنا، وسيظل يكتب عن الواقع بكل حيادية دون تأثر بميولي الشخصية ما لم يكن صياغ المقال شخصياً.

تناول الكثيرون أحوال البلاد باستفاضة، لهم كل التقدير لو أصابوا أو أخطأوا فكلنا بشر واحتمال الخطأ وارد.

لكن قفل أبواب النقاش والتعنت للأراء وألقاء التهم جزافاً لن يقودنا إلى الحلول الايجابية، التشتت والنزاعات لن تبني أوطاناً بالتأكيد.

 

لن يغير ايقاف الحرب شيئاً ما لم تتغير نفوسنا ونعي خطورة الوضع، يجب أن نترك أهواءنا ومصالحنا الخاصة جانباً ونجتمع لوضع لبنات وطن معافي عاني الويلات والتردي قبلاً ثم جاءت الحرب فزادته شتاتاً وضياع.

لن يكون هناك أمل ولا ملامح ضوء في نهاية النفق ما لم نجعل السودان والسودان فقط نصب أعيننا وغاية مرادنا، أن نحميه ونرفعه، نتحد لفعل ذلك ونتخلى عن الترسيخ لغاياتنا الخاصة وهو أمر يحتاج لإرادة قوية ودرجة وطنية عالية.

 

والناظر لحال الصفوة السودانية في الأسافير يرى بوضوح أن الحرب وكل هذا الدمار لم يغير شئياً من سوء إدارتنا لخلافاتنا، لا زلنا نتناطح ونثير غبار حربنا ونتغال بعضنا البعض رافعين شعار إن لم تكن معي فأنت ضدي.

المؤسف أننا منقسمون، فلو أستمرت الحرب أو انتهت فستظل مشتعلة فيما بينا وسنظل غير قادرين على التقدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى