مختار مأمون يكتب: لا صوت يعلو فوق صوت معركة الكرامة ومعركة الإنتاج

 

لقد عرف السودان خلال تاريخه الطويل أرضاً للبطولات والتضحيات والصمود والكبرياء والعزة والإباء والشمم وعرف جنوده بالأسود الضارية وعرفته بريطانيا يوم أن كانت أمبراطورية لا تغيب الشمس عن مستعمراتها، وكيف إن الشعب السوداني قاوم الإستعمار البريطاني حتى حقق إستقلاله.

هذا شعب عرف بطولاته القاصي والداني وكانت تهابه الأعداء ومتى أصبح تطمع فيه المتردية والنطيحة والموقوذة وما أكل السبع وماذبح على النصب ، فبماذا نفسر تجاسر الدول الضالعة بشكل فاضح في دعم قوات التمرد بالسلاح والمرتزقة للنيل من السودان وإحتلال أراضيه طمعاً في خيراته.

وما يتم في إقليم دارفور في شرقه وغربه وشماله وجنوبه يقف دليلاً على هذة الأطماع وما حدث من قبل في الجنينة وزالنجي ومنواشي وما يحدث الآن في نيالا وإمتدت الأطماع لمنطقة بليلة في غرب كردفان والهجمات المستمرة والمتواصلة على الأبيض.

ونحى هنا صمود الفرقة الخامسة مشاة(قوات الهجانة) التي سجلت الإنتصارات المتتالية على القوات المتمردة .

وهذا الهجوم على أطراف السودان يذكرنا ما قاله الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي :إن السودان يتآكل من أطرافه وأخشى ان يتآكل من أحشائه ،وما الحرب في الخرطوم الا دليلا على تآكل السودان من أحشائه.

وهنا ينشأ سؤال لماذا كل هذا السكوت علي التدخل المستمر من كل هذة الدول ؟هل أصبح السودان ضعيفا وغير قادر على ايقاف هذة الدول في حدها؟

ولماذ لم يقطع حتى الآن علاقاته الدبلوماسية مع هذة الدول التي تدعم التمرد؟ بكل أشكال الدعم العسكري والسياسي وتقيم القواعد التى تعمل على إيصال الدعم والسلاح والمرتزقة وإتخاذ المتمردين مخلب قط لتدمير السودان.

وإننا ننادي بإغلاق الحدود مع الدول التى ثبت تورطها في دعم المتمردين وتشكيل حكومة حرب وإعلان حالة الطوارئ وإعلان التعبئةالعامة وتسليح المستنفرين للإنخراط في صفوف القوات المسلحة لحماية الأرض والعرض.

إن السودان مواجه بمعركة كبرى اخرى لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية نقول معارك وليس معركة واحدة حيث إتسعت دائرة الحرب لتشمل إقليم دارفور وشمال وجنوب وغرب كردفان .

إن المعركة التى نعنيها معركة الإنتاج لتأمين الغذاء حيث أن الحرب أخرجت الكثير من المواقع من دائرة الإنتاج، إقليم دارفور على سبيل المثال لا الحصر وحتى لا يحدث نقص في الحبوب وتتعرض البلاد لمجاعة خاصة إذا علمنا إن إنتاج محاصيل العروة الصيفية لا تكفي بسبب نقص التمويل وتعرض بعض المناطق لشح الأمطار ونقص مياة الرى.

فإن الوقت مازال متاحاً ومناسباً للتركيز على محاصيل العروة الشتوية مثل القمح والبقوليات بمشروع الجزيرة ومشاريع النيل الأبيض والشمالية ونهرالنيل وسنار وغيرها من الولايات التى تنجح فيها زراعة هذة المحاصيل وعليه لابد من تسخير كل الإمكانيات لإنجاح العروة الشتوية خاصة محصول القمح.

وهذا لا يتم الا بزيادة المساحات خاصة في مشروع الجزيرة دون التركيز على الخطة التأشيرية التى كانت محددة من قبل وبالمشروع أراضي لم تتم زراعتها في العروة الصيفية.

وأشير هنا على سبيل المثال مشروع البرياب الذي تقلصت مساحته من ستةالف فدان الي ربع المساحة لتزرع بمحصول الذرة وحتى هذة المساحة على قلتها لم يتم توفير الجازولين الكافي لريها وهذا أمر محير وكيف تعجز الدولة وإدارة مشروع الجزيرة ووزارة الرى على توفير المواد البترولية لرى (٦٠٠٠ فدان).

كان من المنتظر أن توفر الغذاء لسكان المنطقة وضيوفها من ولاية الخرطوم ونأمل من الجهات المسؤولة خاصة اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي برئاسة السيد والي ولاية القضارف المكلف أن تعمل على توفير المواد البترولية لزراعة محاصيل العروة الشتوية بمشروع البرياب.

وليس قصدنا من هذا الإهتمام بهذا المشروع ونأمل أن تتم الإستجابة لهذا النداء حتى لا يخرج المزارع صفر اليدين من هذا الموسم وننادي بزراعة كل فدان صالح للزراعة في السودان

إن معركة الإنتاج ليست أقل أهمية من المعركة الحربية بالإنتاج ندعم المجهود الحربي وبالتأمين من الجوع يتم التأمين من الخوف قال تعالي :( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) . صدق الله العظيم .

وفي الختام نشير لسلاح الإعلام في هذا العصر الذي لا يقل أهمية عن الأسلحة الحربية الأخرى وهو سلاح يفوق في بعض الأحيان الأسلحة النارية .
وعلى الله قصد السبيل ونسأله النصر للقوات المسلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى