إنهم يدسون السم في الدسم فأحذروهم

بقلم: مختار مأمون

 

 

خلال سنوات قحت الأربع العجاف اصبح السودان بوابة مفتوحة على مصرعيها لتدخل الدول الطامعة في موارده وخيراته وموقعه الاستراتيجي فتارة الرباعية واخرى الثلاثية واليونتامس و فولكر الذي اصبح حاكم عام السودان يتصرف فيه كيف يشاء و السفارات الأجنبية التي أضحت تفعل في البلاد الأفاعيل وتعددت المنابر والمبادرات وأصبحت البلاد في كل يوم جديد تستقبل الوفود ما يغادر وفد حتى يأتي وفد جديد وخلال هذه الفترة وصلت البلاد مجموعة الستة أعقبها وزير الخارجية الروسي والإسرائيلي و دستور المحاميين الذي نسجت خيوطه في السفارات الأجنبية وجرت مياه كثيرة تحت الجسر.

تمخض كل هذا وولد الإطاري وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير واندلعت الحرب في 15 أبريل 2023 التي كان مخطط لها من قبل بأن تستولي قوات الدعم السريع على السلطة ويتم تنفيذ المخطط الدولي الساعي لتقسيم السودان لدويلات تسهل السيطرة عليها ونهب خيراتها في الظاهر و باطن الأرض و توالت المؤتمرات والمبادرات مؤتمر دول الجوار بالقاهرة و منبر جدة بوساطة سعودية وأمريكية( ونشيد هنا بالدعم المتواصل من المملكة العربية السعودية للسودان بالمواد الغذائية).

وتعددت الهدن من منبر جدة ولم تلتزم المليشية بأي هدنة ثم جاءت قرارات منبر جدة بخروج قوات التمرد من منازل المواطنين و الأعيان المدنية وفتح الممرات الآمنة وغيرها من القرارات و لم تنفذ المليشية هذه القرارات.

واستمرت الحرب التي احدثت فيها القوات المتمردة الدمار والخراب في العاصمة وولايات دارفور ثم جاءت زيارات رئيس مجلس السيادة لعديد من الدول العربية والإفريقية و مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة كل هذا لم يجد فتيلاً ولم تكن هناك إدانة واضحة وصريحة لقوات التمرد حتى وإن على استحياء واخيراً جاء مؤتمر رؤساء دول الايقاد بدولة جيبوتي(منظمة مكافحة الجراد والآفات للتنمية) .

كان من المضحك والمبكي فيه قبل إنعقاد القمة رسالة رئيس جيبوتي للرئيس البرهان والخاصة بالموافقة على حضور وفد من المليشية و وزير الدولة الإماراتي لجلسات المؤتمر و كان الرفض من السودان انعقدت القمة ليوم واحد ولكن من الغرائب والبدع ان ترسل سكرتارية المؤتمر مخرجاته و قراراته للدول المشاركة خلافاً للأعراف الدولية في المؤتمرات الدولية حيث كانت تعرض مسودة الاتفاق على الرؤساء ووزراء الخارجية للمراجعة والحذف والإضافة و من ثم يصدر البيان الختامي و لكن مؤتمر دول الايقاد جاء معيباً و مخيباً للآمال و تمخض الجبل ف ولد فأراً هزيلاً.

و قد آن الأوان الذي من الأوجب توحيد الصفوف الوطنية و توحيد الجبهة الوطنية و اتخاذ المواقف التي تكفل سيادة الدولة من التمزق و استقلال القرار دون تدخل خارجي و عدم السعي لايجاد الحلول لقضايا الوطن من الخارج و قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي ثبت بالدليل القاطع دعمها المستمر لمليشيا الدعم السريع بالعتاد الحربي والمرتزقة.

وان من ثالثة الأثافي تهديد دويلة تشاد للسودان و اعطاءه مدة ثلاثة أيام لإعتذار الفريق ياسر عطا لدولة الإمارات وتنفي عنها دعم التمرد.

إنها بدع الزمان و من يهن يسهل الهوان عليه و منذ مدة اصبحت تشاد تدافع عن حقوق الامارات و تفرض رأيها على السودان إنه زمن العجائب وعلى قيادة الدولة اتخاذ القرارات التي تحفظ للسودان عزته وكرامته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى