أكاديمي يدعو للوصول لمعادلةِ إعلامية جديدة تقوم على التاريخ ووحدة المصير

تقرير: عاصم الأمين

 

 

 


يظل الارتقاء بالخطاب الإعلامي ضرورة لجهة أن الإنسان تحول لكائن تقني أثير للفضاء الإسفيري وما تنضح به شبكات التواصل الاجتماعي.

و تشهد الساحة الإعلامية اليوم تحولات كبيرة في الممارسة وفي عادات التلقّي جراء تعدد المصادر التي تنقل الأحداث وظهور ما سمي بصحافة المواطن كنتيجة للتطور الحاصل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال.

الدكتور سيف الدين حسن العوض قدم عبر ورقته العلمية التي استعرضها في ورشة المحور الإعلامي أمس والتي جاءت ضمن مبادرة جامعة الجزيرة: (الحل للأزمة السودانية)، قدم أطروحة حول كيفية الارتقاء بالخطاب الإعلامي السوداني في الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا السودانية.

وتأتي أهمية الورقة الموسومة بعنوان: (الارتقاء بالخطاب الإعلامي السوداني) من ناحية أن الخطاب الإعلامي بوسائله المختلفة أضحى هو الأقوى تأثيراً في تحقيق التنمية والاستقرار.

سلبيات
حددت الورقة أبرز عنصر الضعف التي تواجه الإعلام السوداني في نه إعلام مجزأ يعاني تعدد المرجعيات، فضلاً عن حاجته إلى تنظيم وترتيب الأدوار والمهام وافتقاره للتنافسية وحاجته إلى استكمال وضع معايير وسائل الإعلام، والالتزام بمضمون القوانين، ومنظومات الأخلاق والسلوك والقواعد المهنية.

عناصر قوة
وبحسب ورقة “العوض” فإن ثمة إيجابيات أو عناصر قوة في الإعلام السوداني أهمها توفر الإرادة السياسية العليا التي تدعو إلى إعلام حر مسؤول مهني مستقل وتعددي ووجود كفاءات إعلامية مؤهلة ومؤسسات إعلامية فاعلة ذات خبرة، إضافة للانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي.

معالجات

يرى الدكتور سيف الدين حسن العوض إن التحديات التي تواجه الإعلام السوداني تحديات حضارية وتكنولوجية ومعلوماتية، لذلك فهو يقول بضرورة الأخذ بعدد من المعالجات للارتقاء بالخطاب الإعلامي السوداني.

أبرز هذه المعالجات هو وضع أسس للتعامل مع القطاع الإعلامي الرسمي والقطاع الخاص بما يتناسب وخصائص كل قطاع وإمكانية النظر في تعديل بعض قوانين وأنظمة المؤسسات الإعلامية بما في ذلك قانون المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية للعام 2009م، لضمان بناء إعلام سوداني معاصر، يقوم على التعددية والاستقلالية والتنافسية والمهنية والحرية المسؤولة فضلاً عن وضع خطة تفصيلية للتنمية الإعلامية السودانية

فيما نوه لأهمية إقرار سياسات بناء الثقة بمؤسسات الإعلام الوطنية بالإضافة إلى بناء الثقة بين هذه المؤسسات من جهة والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى، إضافة لسياسات بناء الهوية الإعلامية السودانية.

دعوة لإنشاء مرصد سوداني للحريات الإعلامية

ودعت الورقة في إطار ما طرحت من معالجات للارتقاء بالإعلام السوداني لإنشاء المرصد السوداني للحريات الإعلامية على أن يتبع للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية، كما شددت على ضرورة استكمال بناء منظومة التشريعات في مجال الإعلام وتطوير الهياكل المؤسسية وسياسات تنمية وتدريب الموارد البشرية ومساندة إتحاد الصحفيين في هذا المجال.

تربية إعلامية
ونادت الورقة لتعزيز سياسات تنمية التنافسية الإيجابية وتنمية البحث العلمي والتطوير و بناء قدرات مؤسسية وتعزيز التنمية الإعلامية المجتمعية بالتركيز على التربية والدراية الإعلامية والتنشئة الإعلامية ومحو الأمية الإعلامية، ووضع خطة وطنية لتفعيل الإعلام التنموي في المرحلة القادمة.

نتائج
ودفعت الورقة بجملة من النتائج أبرزها إحداث تغيير في الرؤية المعرفية والثقافية والسلوكية والإطار السياسي والحرية الإعلامية، والإطار القانوني والأخلاقي.
وخلصت الورقة إلى إن الخطاب الإعلامي السوداني المنشود لا يستقيم من غير توفير القوانين والتشريعات التي تكفل حرية الرأي والتعبير مع ابتداع آليات لتفعيل منظومة القيم الأخلاقية في الممارسة الإعلامية، ودعت لإعطاء المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية، ولنقابة الصحفيين، ولمؤسسات المجتمع المدني كافة دور أكبر في ظل غياب منظومة القيم الأخلاقية.

دعوة لرقمنة الخطاب الإعلامي السوداني
وبحسب الورقة فإن الخطاب الإعلامي السوداني الرسمي أو الحكومي أو المهني يعد من أكثر الخطابات المعاصرة تأثيراً وأوسعها انتشاراً وإقناعاً للمتلقي السوداني وغيره إذا تمت رقمنته، لما يملكه من أدوات إقناع وإثارة ووجود وسائل تساعد على انتشاره ومد نفوذه ومنها المصداقية، تبني هموم الشعوب والإنسان ونقل معاناة الطبقات المسحوقة في المجتمع وإيصال صوتها للعالم ومجاراة تحركات الشعوب ونقل تطلعاتها للمستقبل.
خطاب ثنائي
ورأت الورقة تميز الخطاب الإعلامي السوداني الرسمي بالمصداقية وأنه خطاب ثنائي (الرأي والرأي الآخر) حيث يقوم بإقناع الآخر وحواره أمام الرأي العام، ولهذا فهو يستمد شرعيته من حركة الشعب ومطالبه بالحرية والعيش الكريم فضلاً عن كونه خطاب اجتماعي يتواجد مع وجود الإنسان وهمومه وقضاياه.

توصيات
أوصت دراسة الدكتور سيف الدين حين العوض: (الارتقاء بالخطاب الإعلامي السوداني) بأن يكون الرادع القانوني حاضراً في مواجهة الأخبار الكاذبة والشائعات من خلال التشريعات الإعلامية واللجان الرقابية المختصة برصد المخالفات،ونبهت لضرورة إصدار قوانين إعلام جديدة تساير التطورات الحاصلة في وسائل الإعلام الجديدة.

حريات وأخلاقيات
وشملت توصيات الدراسة بسط الحريات الصحفية والإعلامية، وتفعيل القوانين الإعلامية، بجانب الالتزام بأخلاقيات المهنة الإعلامية، مع خلق بيئة سليمة سياسياً واقتصادياً واجتماعيا وقانونياً.
وأشارت لضرورة الارتقاء بالكوادر الوطنية الإعلامية ورفع جودة وكفاءة عملها، بما يحقق الخطط الإعلامية المنشودة ويحسن مخرجات العمل الإعلامي.
توحيد الخطاب الإعلامي
وشددت الورقة على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي نحو المعركة الوطنية الهادفة لاستعادة الدولة ودحر الانقلاب وبناء السودان الذي يحلم به كافة أبناء الشعب السوداني.
ودعت للنهوض بالرسالة الإعلامية للأمة السودانية من خلال استخدام أحدث الوسائل المتطورة في مجال إرسال الأخبار مدعومة بصور، إضافة إلى استخدام أحدث أجهزة الحاسب الآلي من أجل تطوير الرسالة الإعلامية.
حياد ومصداقة
وشددت توصيات الدراسة على ضرورة حيادية دور الإعلام ومصداقيته في نقل الخبر والحدث لكسب ثقة القارئ السوداني الذي يستطيع من خلاله التحول إلى الديمقراطية التي تسعى إليها شعوب العالم كافة.
ولفتت لضرورة أن يبتعد الخطاب الإعلامي السوداني عن إعلام الحروب بمصطلحاته التحريضية والتخوينية والانتقامية مما يفقد الناس الأمل في الاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات.
تعزيز الجبهة الداخلية
ونادت الورقة لتعزيز الجبهة الداخلية والتلاحم الوطني وتجاوز كل ما من شأنه تأجيج الصراعات وإذكاء الضغائن وتوسيع الشروخ داخل الروح والجسد السوداني المثخن والمقاوم.
ونبهت الورقة لأهمية أن يكون الخطاب الإعلامي السوداني بقدر المعركة وبحجم التضحيات، يشير بصورة واضحة إلى تضحيات المؤسسة العسكرية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكفاح المجتمع السوداني بمختلف أطيافه وشرائحه في تحدي ومناهضة المشروع الانقلابي.
وأوصت الورقة إلى الوصول إلى معادلةِ إعلامية جديدة تقوم على وحدة المصير، والتاريخ، والمستقبل وتجديد الخطاب الإعلامي السوداني لكي يكون إعلاماً مهنيا يدعو للمصالحة و ينبذ خطاب العنف والكراهية.
ونوهت لأهمية توحيد الإعلاميين والمثقفين الوطنيين وصولاً إلى ميثاق شرف إعلامي، يضبط التناول الإعلامي للشأن العام، ويعزز روح المحبة والإخاء بين أبناء الأمة السودانية، ويرعى الالتزام بأخلاقيات المجتمع، واحترام مشاعره وثوابته.
ودعت ﻟﺘﺄﺳﯿﺲ ھﯿﺌﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻺﻋﻼم ﺗﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮭﺎ ﻣﮭﻤﺔ اﻻارتقاء ﺑﺎﻟﺨﻄﺎب واﻟﻤﮭﻨﯿﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ مع دﻋﻮة كليات الإعلام في السودان ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺳﻨﻮي للارتقاء بالخطاب الإعلامي السوداني وتنظيم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ورش اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘوﻋﻮﯾﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺒﯿﺔ.
ولفتت لضرورة ﺗـﺒﻨﻲ ﻗـﻀﯿﺔ الارﺗـﻘﺎء ﺑـﺎﻟﺨﻄﺎب اﻹﻋﻼﻣـﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺮﺳﯿﺦ ﺛﻘﺎﻓـﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣـﺢ وﻧﺒﺬ اﻟكراھﯿﺔ واﻟﻌﻨﻒ وتأﻛـﯿﺪ ﺣـﻖ اﻟـﻮﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋـﻼمـﯿﺔ اﻟـﺨﺎﺻـﺔ أو اﻟـﻤﻤﻮﻟـﺔ ﻣـﻦ ﺟـﮭﺎت ﺧـﺎرﺟـﯿﺔ وﺗـﻤﺎرس أﻋـﻤﺎﻟـﮭﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺨﺎرج ﻓـﻲ اﻟـﻌﻤﻞ ﻣـﻦ داﺧـﻞ السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى