مبطريات

د.محمد الفرنساوي

الطاقة الروحانية وكيفية اكتسابها

الطاقة الروحانية كانت وما زالت محل الكثير من الحديث فى الأوساط الروحانية قديماً وحديثاً وقبل ان نتطرق لكيفية اكتساب الطاقة الروحانية علينا الحديث بإيجاز عن الطاقة بوجه عام .

مقالات ذات صلة

اولاً : تعريف الطاقة
اشتهرت عدة تعريفات للطاقة ولكن نستطيع ان نلخصها فيما يلى :
هى القوة القادرة على إمداد المادة القدرة على إنجاز عمل معين فمثلا الشمس هى القادرة على إمداد الماء القدرة على السخونة .. والهواء هو القادر على إمداد الطواحين بالقدرة على الحركة .

ثانياً : أمثله من أنواع الطاقة

تتعد انواع الطاقة فى صور شتى منها الطاقة الحرارية والحركية والنووية.

إلى غير ذلك من أنواع . وتختلف انواع الطاقة باختلاف مصادرها فالطاقة الحرارية قد تأتى من الشمس .. والحركية قد تأتى من الهواء .. الى غير ذلك من مصادر الطاقة ..

ثالثاً : تفاوت الطاقة

ومن اختلاف المصادر تختلف قوة الطاقة.

و هو الأمر الذى يتضح من اختلاف قوة الطاقة الناتجة عن عود الكبريت ومصدر نووى على سبيل المثال.

ولما كانت الطاقة الروحانية مصدرها الروح التى هى نفحة من الله تبارك وتعالى فلك ان تتخيل حجم وقوة تلك الطاقة

وعلينا ان نعلم ان تفاوت قوى الطاقة الروحانية وليس فقط باختلاف المصدر وانما بدرجة تأثيرها كما سيتضح فيما بعد.

رابعاً : الأدلة على الطاقة الروحانية.

منها مثلا وانت تقرأ القرآن اليس فى بعض الآيات تستشعر قشعريرة فى بدنك و منها من تدمع له عينيك إلى غير ذلك من مظاهر تجليات الطاقة الروحانية ومنها ما ورد في الصحيح من القدرات الشفائية لبعض الآيات القرآنية وقال تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) الاسراء : 82

فالقدرة الشفائية للآيات القرآنية من مظاهر الطاقة الروحانية الكونية .

وهذا الشعور بالقشعريرة وغيره من المظاهر ما يمكن ان نسميه بالطاقة الروحانية وبالنسبة لممارسي الرقية الشرعية والعلوم الروحانية فإنهم يرون احياناً تأثير الآيات القرآنية على المرضى والمصابين سوء بشكل مادي محسوس أو بشكل روحاني عند زوال أعراض العارض .

خامسا : كيفية اكتساب الطاقة الروحانية ؟

ويجب علينا ان نعلم ان الطاقة الروحانية موروثة فى كل مخلوق وانما علينا اكتشافها والتعامل معها .. فمثلا جاء فى الصحيحين ( أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَقَالَ : ” اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ ” .و الرواية للبخارى .

ومنها يتضح ان الجبل استشعر عظمة من عليه فرجف وهو الصخر والانسان الذى كرمه الله تبارك وتعالى لديه تلك القوة الروحانية والقدرة على الإستشعار بها وهى نفحه ربانية جائت من النفخة الاولى قال تعالى ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ) السجدة : 9

والعبرة ان تلك الطاقة تتقلص وتنزوي عند اهمالها وتُثقل مهارات التعامل معها بالمراعاة و المداومة على الاهتمام بها والاحسان اليها و ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) الرحمن : 60

وهذا بالإضافة الى انه يمكن مزج عده طاقات روحانية من مخلوقات مختلفة والاشتراك والتعاون معا .. فتعاون الطاقة الموجودة في العصا مع الطاقة الموجودة عند سيدنا موسى أدى إلى شق البحر( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ) الشعراء : 64
فهنا تم الجمع بين الطاقتين لأداء العمل .

سادساً : سُبل تنمية الطاقة الروحانية
هناك سبيلين لتنمية الطاقة الروحانية اولها : هو حسن التعامل مع الله تبارك وتعالى بالامتثال لأوامره تعالى واجتناب نواهيه وهو الأمر الذى يقوم به اصحاب الديانات السماوية وثانيها : هو التدريب التأملى والرياضات الروحية التى تُنمى تلك الطاقة ( وهو الامر المنتشر فى بلاد الهند و جنوب شرق اسيا و مناطق اخرى )
و يعود كلا السبيلين الى مرجعية القائم بهم كما يمكن الجمع بينهما .. وهنا سنتحدث عن اصحاب الديانات السماوية.

أهم السبل الى تنمية الطاقة الروحانية:

أ – الإنصات الى ايآت القران الكريم والتأمل فيها وبها قال تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 204 – الاعراف.

ورحمة الله سبحانه و تعالى وسعت كل شئ, قال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ) الاعراف : 156

ومن سعة رحمة الله تبارك وتعالى ان يفيض على عبادة بالطاقة الروحانية لمن ارادها و سعى اليها (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا) الاسراء : 20

ب – الإمتثال لأوامر الله تعالى و اجتناب نواهيه كأداء الفروض والنوافل واجتناب المعاصي والسيئات قدر المستطاع فلهذا الامر فوائد جمة فى الارتقاء بالقوة الروحانية .

ج – ذكر الله تعالى

قال تعالى: ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر) العنكبوت:45.

وفي الذكر أكثر من مائة فائدة ذكرها الامام بن القيم رحمه الله في كتابه “الوابل الصيّب” نذكر منها :
يفتح للقلب باب العلم بالله عز وجل, ويجلب الرزق ويجعل الذاكر محبوباً لله محبوباً لخلقه وأن الذكر شفاء القلب ودواؤه وأن الجبال والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.

وكلها يحتاجها الطالب فى طريقة للوقوف على قدراتة الروحانية وايضاً ومن تلك الفائدة الأخيرة يتضح تفاعل الجبال والقفار مع الذاكر مما يدل على قدراتهم بإستشعار القوة الروحانية للذاكر .. وانه أيضاً مما يزيد من تنمية وزيادة إكتساب الطاقة الروحانية.

د – تقوى الله وحسن الخلق والعمل الصالح

قال تعالى :وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ (البقرة 282)
فتقوى الله تزيدك من العلم في شتى الاأمور بما فيها عِلم كيفية اكتساب المزيد من الطاقة الروحانية وكذا حسن الخُلق والعمل الصالح يحبب ويودد في كل شيء روحانياً كان أو غير روحانى .

ه – متابعة شيخ ثقة

و- تلك من اهم الطرق وهى التعلم و التتلمذ على يد شيخ من الثِقات فسيوفر عليك الكثير من التجارب الفاشلةواهدار الوقت والجهد ويدلك على السبيل. القويم .

ز– الدعاء

قال تعالى ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ) طه : 114.

وعنه صلى الله عليه وسلم ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ. مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ. مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) رواه الجماعة..

فالدعاء يصل بك إلى حيث ما تريد ونسأل الله لنا و لكم العلم والعفو والعافية .

سابعا : أفضل الاوقات لاكتساب الطاقة الروحانية

فهي وقت صلاة قيام الليل والسَحر وصلاة الصبح وما قبلها وبعدها, وقبل المغرب .. وورد عنه صلى الله علية و سلم ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، فتعرضوا لها ، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبداً )

ثامناً : المداومة على اكتساب المزيد من الطاقة الروحانية ينطوى على العديد من الفوائد والاسرار منها على سبيل المثال .

1 – حب الله تبارك و تعالى

و هو حب متبادل قال تعالى: ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) المائدة : 54

وعند مقام الحب لا تسأل عن العطايا التى يمن بها الله عليك من قوة ورضا وتوفيق في الأقوال والأفعال واستجابة للدعاء .

2 – القضاء على الأمراض الروحية و النفسية والجسدية

فارتقاء وزيادة الطاقة الروحانية تساعد في علاج الامراض بكافة أنواعها سواء للشخص نفسه أو معالجته لغيرة.. والأمراض الروحية مثل الاصابات بالمس والعوارض والسحر والامراض النفسية مثل الاكتئاب وغيرة ..سواء المتسبب بها الجن أو العضوية منها .

وختاماً ان الطاقة الروحانية هى من أهم الطاقات التى يجب على الانسان الاهتمام بها ومراعاتها وهى مجلبة للمنافع في الدنيا والآخرة شريطة إخلاص النية لله تعالى وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام : 162

ولا زلنا نحارب تلك الظروف”

اسأل نفسك كل يوم.✨

👌👌👌👌👌👌👌

✒️ مبطريات

💪 قوم أنجز .

🤞أنت الأفضل لأنك تتابع الأفضل .

🙏 أحياناً تهديك الحياة كل جمالها في شخص .

😊 لقد إحترقنا بما يَكفي حتماً سيأتي وقت لنُضئ فيه وتنتهي عتمة أرواحنا.

🤌 طور ذاتك غير حياتك واقع نعيشه.

” التفت إلى ذاتك ، عش حياتك ، ابذل جهدك في إسعاد نفسك بدلاً من أن تبذله في التألم ”
حتماً يوماً سوف سنعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى