خواطر عائد في زمن النزوح ( ١٠)

مصطفى هاترك

 

 

بث مباشر

شاب مهندم.. أو قل غير مهندم يتوسط جمع شباب يتصايحون كل ما تراقص هو، و يتراقص هو كل ما زاد صياحهم.

 

رجل عالق ما بين الوعي و اللاوعي يرقص بايقاع ( أشتر) و آخر يأتي بحركات إيحائية ترسم مشهد.. كأنه يعزف على كمان أو يحمل بارودة و آخر يرسم بأقدامه على الأرض نار.

و الجمع هو الجمع يصرخ ذات الصرخات فيتلوى الراقص

في تناسب طردي معها.

كنا كثيراً ما نرى هذه المشاهد عندما كان الليل لازال طفلاً يحبو أو كما يقول ذاك الشاب مكرر السحنة و الصوت و الألفاظ عند كل حفلة  ( سيداتي سادتي آنساتي)

الأغنية القادمة خاصة بالعريس و العروس.

 

كان المتراقصون معروفين  لدى مجتمع المدينة… فلان (ود الدباغة) و علان ( ود بانت) و فلتكان ( ود الحلة).

تجمعهم عدة صفات… مواكبون للموضة… ( قاطعين نص) و يجيدون الرقص أكثر من بقية الحاضرين بل و الحاضرات، يستمتعون جداً بصرخات الاستحسان و ما  كل الصرخات إستحسان.

 

 

تطور الاتصالات و التواصل في عهدنا هذا ( عهد النت)

تطور معه هؤلاء الراقصين فاستعاضوا عن ( سك) الحفلات المرهق بحفنة ( جيجات) و بث مباشر و لازالوا يتراقصون… تتعمق جراحاتنا و هم يتراقصون… تتقطع أوصالنا و يرقصون… يبحثون عن ذات الصرخات القديمة.

 

و… شير… شير…. شير ثم شاهد قبل الحذف ، و المدهش أنا لا نعرفهم …. ظهروا بيننا بغتة كنبت شيطاني خبيث.

خاطرة أخيرة :

تابعوا ال ( لايف)…

تباً لمن يفترشون الهشاشات للبيع على قارعة الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى