خواطر عائد في زمن النزوح

مصطفى هاترك

 

نحن و الحداثة

عندما كان العالم يتحدث عن وصول المركبة الفضائية إلى سطح القمر، دارت في ذهن الشاعر الراحل العبادي تلك المفارقة الغريبة بين التطور العلمي وبين أوضاعنا في السودان أو ربما قصد دول المشرق بحالها..!
قال (من دون العلم ما بندرك الأوطار
ورجل العلم حلّق في سمانا وطار
في تصميمو في المريخ يسوّي مطار
ولسع نحنا في العرضه ورقيص الطار .

روي عن الأديب و السياسي المثقف الراحل عمر الحاج موسى أنه و في إطار زيارة للولايات المتحدة الأمريكية
قام ضمن وفد بزيارة للمقر الرئيسي لوكالة ناسا الفضائية فهاله ما رأى من تقدم و تكنولوجيا و ألجمته الدهشة فقال و العهدة على الراوي ( تزكرت حينها موقفا و أنا أشهد بعض الأعراب بسوق رفاعة و قد إشتروا نعالاً شعبياً،، ( مركوب) .

و قد سبق صناع الأحذية من أهل رفاعة ذلك الحين و تميزوا بأنتاج المركوب ذو النعل المبطن،،، ظن الاعرابي عندما لبس المركوب أنه قد ملك قمة الحداثة فقال بصوت عال ( والله يا ناس رفاعة بعد ده ما فضل ليكم إلا الروح).

هذا هو المضحك المبكي في واقعنا السياسي، الاجتماعي و الإقتصادي الراهن، فنحن قوم نطالب بالحداثة و التطور و نكره في ذات الوقت الطرق المؤدية إلى ذلك حيث أننا نرفض المنهجية العلمية و المؤسسية… و نصف من ينادي بذلك ب ( المتفلفس) أو المتفلسف.

إن المشكل السوداني مشكل مجتمعي في المقام الأول مرتبط ارتباط غير مفصوم باَلية تنشئتنا و من ثم تكون برادايم تفكيري موحد رافض للتغيير متشبث بمصفوفات متوارثة .

أقول قولي هذا و أنا أتابع من على البعد المجهودات التي تبذلها جامعة الجزيرة، و لعلها ليست المرة الأولى
و طرحها لمبادرة تدرس كافة مكونات المشكل السوداني.

أتمنى ألا تكون نتائج هذه المبادرة نخبوية الخطاب بل قاعدية التوجه حتى لا توصف بأنها ( فلسفة ساي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى