خواطر عائد في زمن النزوح (٨)

مصطفى هاترك

 

 

ثمّ ماذا؟
قال الراوي :
هل تعلم أن الديك الرومي صار طعاماً مقدساً يقدم في مناسبات المسيحيين الدينية و التاريخية…؟
قلت : نوعاً ما!!!
قال : و هل تعلم أنّ سعره يتضاعف في أيام هذه المناسبات خاصة في عيد الشكر؟؟
ثمّ أضاف قبل أن أرد على سؤاله
: إلا أنّ الحكومات توفر مراكز بيعٍ بأسعار مخفضة جداً حتى لا يُحرم الفقراء حق العشاء المقدس مثلهم مثل غيرهم من الأغنياء…
قلت : مدهش جداً
قال : المدهش حقاً أن الأغنياء القادرين لا يشترون من هذه المراكز أبدا و يحرِّمون ذلك على أنفسهم.

موسيقى تصويرية حزينة… أسرح معها أنا و أتخيل خراف العاملين و عيد الأضحى عندنا…
في مصر التي لا تبعد كثيرا عنا لا بالمكان و لا الوجدان.

كنت أشتري حبوب إرتفاع ضغط الدم من صيدلية تحت البناية التي أسكن بها ، و لما كنت أتوقع أزمة دواء.. و أنا من مرضى ارتفاع الضغط المزمن و مع الأحداث التي تمر بها بلادنا ( فرج الله كربها)، قررت أن أحتاط بثلاث علب من دوائي و هي تكفى ثلاثة أشهر.

قال لي الصيدلاني :
معليش يا باشا حتاخد علبتين بسعر ١٩٠ للعلبة أما الثالثة فقد حدثت زيادة و لذلك ستدفع مقابلها ٢٠٥ جنيه.

موسيقى تصويرية تفيد الاندهاش
: لماذا لم تضع السعر الجديد على البضاعة القديمة كما يفعلون عندنا؟

ستنتهي الحرب ذاك مؤكد و قبل إعادة إعمار المباني علينا إعادة إعمار السلوك، على الإعلام و الإعلاميين تقع المسؤولية الأكبر و الدور الأعلى في قيادة المجتمع.

على الإعلام أن يتحرر من قبضة السلطة و كتابة الباذنجان وممارسة دوره الحر في بناء المجتمع.

بناء المجتمع يكون بتفعيل القوى الناعمة موسيقى، دراما
رياضة و نحو ذلك…
أيقظوا القوى الناعمة فقد طال بياتها.

خاطرة أخيرة
بسؤال لسياسي بريطاني مخضرم: ( من سيحكم العالم؟)
قال: جنرالات الإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى