ما حميدتي؟  What is Hamidti?

بقلم أبو عفان السيد

 

تعرف أخي وصديقي المكرم:
كل الوقت عايز انطم واكفي الخلق شر هرطقاتي. الذي يخرجني ويدفرني دفرا للحديث- ودائما اندم فيما بعد، فامسح او استغفر- هو حين أرى أحبائي يأخذون باساطير الخواجات وفذلكاتهم (نظريات واطروحات قديمة راجعها وتراجع عن بعضها الغرب الذي ولدت فيه وفي جامعاته امثال “اطروحة نهاية التاريخ” واطروحة :التحديث modernisation” ، واطروحة “حتمية علمنة المجتمعات secularization” .

و اطروحة “الهامش والمركز Center/ Peripheray” المأخوذة من نظرية التبعية Dependency Theory) يأخذ اخواننا، هذه الاطروحات التى مضى على بعضها مائة عام او سبعين عاما او خمسين: بغير دراية بتفاصيلها ومعرفة لاصولها عند ضالة الخواجات المضلين، والتائهين منهم، ويبنون عليها: خطابا، وفكرا، وخطا سياسيا وايدلوجية: تزيف لهم الواقع- كما تفعل الايدلوجية- وتجعلهم يحشدون بها الالاف، ويفعلون بمجتمعات إخوانهم، ومجتمعات أهلهم مايفعلون.
هل ما أقول تشكيك في الالتزام بالعدل وإزالة الظلم والمساواة بين الناس:
لا وألف لا.

 

هل ما أقول تراجع عن دعم التمييز الايجابي للمجتمعات المظلومة؟
لا وألف لا.
لا والف لا: حتى ولو تنساه وصمت عنه من جعلوه مبدأ حشد وأيدلوجية سياسة ومطية مناصب.
هو حق وعدل: والمسلم مع الحق والعدل الذي قام عليه امر السماوات والأرض.

حتى وان تناساه من جعله كل حياته رزقا يرتزق منه لشخصه وأهله وعشيرته ومن جعله حمية وعصبية وجاهلية وسلاحا يظلم به مجتمعات إخوانه الأخرى.

 

اهل العلوم الإنسانية والاجتماعية يعرفون ظاهرة ارتداد المقموع:
The return of the repressed.
حركة المجتمع لا تقبل العنف والاكراه والغصب: مثلها مثل الحب: يا سمير القلب الريده ما بالغصب😅
وما استطعت قمعه وكبته وحبسه في القمقم: سيرتد إليك ماردا يشعل التاريخ نارا ويشتعل احراقا لنفسه.
لذلك كره العلماء الاصولويون الراسخون، كرهوا الثورة الفاجئة الراجة لسلام مجتمعات الناس.

ناس السودان ناس اجواد يديرون مجتمعاتهم سلاما وتنازلاوتعافيا وتراضيا: لا غضبا وغصبا ومنازعة ومغالبة: أن انتصرت في جولة: ترتد بعد هنيهة عليك من المغلوب عدوانا مضادا وحلقة جديدة في دائرة الشر الجهنمية، التي لا تنتهي.

وهناك كلام اخر حول ظاهرة ال elite capture ( جشع النخب المضادة: ويمكن تفصيل ذلك في مقال اخر) ظاهرة النخبة المضادة للنخبة الاولى: وكيف انها تسرق الثروة والسلطة لنفسها وعائلتها باسم مجتمعاتها وقضاياهم العادلة….
ولكن ذلك حديث آخر.

 

إن محاولات تبرير هجوم الهويات الثقافية العرقية القبلية القاتلة عابرة اقطار دول الساحل، بإسم ظلم المركز والمدينة للهامش والبادية، يتناسي أن أكبر وأول ضحايا عنف هذه الهوية القبلية القاتلة: هم أهل الهامش أنفسهم (دارفور، كردفان، النيل الازرق جنوب السودان).
والأمر ذاته ينطبق على المحاولات التبريرية ان جنجويد حميدتي العابر لاقطار دول الساحل احد ضحايا الحداثة ومؤسساتها: وهذا التبرير برضو كلام وزنو خفيف: أولا وعلى نطاق العالم أجمع لا أحد يقع خارج منظومة الحداثة (حتى المجتمعات الموصوفة بأنها pre- modern societies).

ثانيا، ان ظاهرة حميدتي والدعم السريع عابر الاقطار أكبر دليل على الاستخدام الجهنمي الكامل للحداثة وادواتها بواسطة شوفينية عنصرية قبلية معتدية (ليست مشكلتها مع مؤسسات الحداثة وظلم الدولة المركزية في السودان او مالي او النيجر- بل في الغالب الاعم مارست عنفها الاستئصالي التطهيري العرقي وبصورة ممنهجة وافظع ضد مجموعات تقليدية قبلية “ماقبل- حداثية” pre- modern؛ ومجتمعات تقليدية مظلومة نفسها من حداثة الاستعمار والدولة الوطنية، مثل مساليت الجنينة مؤخرا).

اقصد ان حميدتي استخدم بصورة جهنمية مؤسسات الحداثة، وادواتها، وعلاقتها ومنظومتها المالية والسياسية، وعلاقتها الجيوسياسية، واستخدم وضعه بحسبانه الشخص الثاني في قمة هرم الدولة وامساكه بملفات استراتيجية عسكريا وأمنيا وماليا وجيوسياسيا وعلاقات دولية وذلك في دولة وحكومة الوثيقة الدستورية لتحالف المدنيين والجيش، وسفراء حداثة الترويكا، لكسب كل أدوات القوة الصلبة، والناعمة لبناء إمبراطورية ذات قدرات عسكرية هائلة ومؤسسات مالية ضخمة وعلاقات دولية متسعة وتحالفات اقليمية استراتيجية وذلك لتنفيذ أجندة هوية عرب الشتات القاتلة.

 

هم ليسوا ضحايا مؤسسات وسياسات حداثة الاستعمار والدول المركزية الوطنية الافريقية- بل العكس في ظنهم ومشروعهم: حبابا عشرة، مالا الحداثة، أياها حداثة السرور!

عنف عرب شتات الجنجنجويد يكمن فهممه في فهم ظاهرة “الهويات الثقافية العنصرية القاتلة” النازية والفاشية والصهيونية والبوذية البورمية والاستعمار الأوربي وكتشنر وهوتو رواندا

مثال التبرير المجافي للحقيقة مقال كتب صاحبه ردا على مقال يتحدث عن الجذور التاريخية والاجتماعية لظاهرة عربان الشتات، الممتدون من اقصى الغرب الافريقي حتى كردفان.

 

لف كاتب المقال ودور، ولف ودور، ولف ودور: وانتهى إلى الموقف الرمادي:
*أنا لست واقفا مع الدعم السريع ولا ضده*
(والحرائر يغتصبن والشيوخ الطاعنين يقتلون في حيشان بيوتهم، والأطباء يصفون وهم عاكفون على مرضى غرف العناية، ويسرق بإسم الغنيمة جهد من قضى العمر في سخرة الخليج يستر اهله ويبنى لهم دارا يكنهم، ويسرق وطن بكامله ويهجر نساءه وولدانه بإسم انتقام مريض من مركز لم يقفل يوما بابه على أهل هامش او غريب من بلدان افريقيا قاطبة: في وقت صعدت فيه في اوربا وامريكا الليبرالية الديمقراطية أحزاب الزينوفوبيا وكراهية الأجانب واللاجئين والغرباء: لم يتجهم المركز في وجوه الغرباء واللاجئين وأهل الأقاليم البعيده، لم يسألهم أوراقهم الثبوتية وارقامهم الوطنية ولا جوازاتهم الاجنبية، لم يقفلهم في قيتوهات الفصل العنصري.

ومنعهم الحركة والعمل، وحين شذ من أراد بث كراهية عرقية او جهوية: أدار له اهل المركز والاقاليم ظهورهم، فأصبحت دعوته: “بندق في بحر” ليس مثل امريكا “دونالد ترمب” صاحب مقولة *”رفض هجرة لاجئي اقطار “بيت الخراء”*
*”Shithole Countries”*
: يقصد اللاجئين إلى أمريكا من امريكا الجنوبية وهايتي والدول الافريقية”*؛
وفرنسا “ماريان لوبن” في عاصمة الانوار؛
او هند “موهندرا مودي” ذات الشعبوية الهندوسية الاسلاموفوبية، التي تطرد ملايين المسلمين تطهيرا دينيا- في أكبر ديمقراطيات العالم المزعومة،
أو برازيل “بلسنارو”؛

أو مجر ” فيكتور اوربان” التي قفلت حدودها بالسياج الحديدي وتركت اللاجئين المسلمين الشرعيين وأطفالهم يموتون في الصقيع؛
أو بريطانيا البركست: التي اطلق اهل الزينوفوبيا فيها النار على اقدامهم، ودمروا اقتصادهم، وخرجوا من الاتحاد الاوربي: كراهية ونكاية في المهاجرين: “ان لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين” …)

كما قلنا سابقا: الجنحويد ليس مشروعهم تدمير وتغيير الدولة بس: بل تدمير المجتمع كله.

الجذريين وأغبياء مشروع تدمير دولة 56 من ناس عرمان وتوابعهم، يظنون ان الامور فيما يتعلق وتيرة تغييرهم الجذري تحت سيطرتهم وتحكمهم: ولكنهم سيستيقظوا على كيان جنجويدي (ذي هوية عنصرية صفرية معتدية: لاتري شيئا مستحقا للوجود غيرها- دع عنك أن تعترف بأن هناك اخر غيرها) طماع وقاتل يمارس التطهير العرقي كما يشرب كوب الشاي ببساطة و بلا ادني ضمير: وحينها ستروح السكره.

وما حدث بالجنينة امام اعينكم.
الصخرة التي توهي قرني دعاوى الدعم السريع بتبرير هجومهم الدموي على المجتمع السوداني ومؤسساته: تبريراتهم سريعة التبدل: مرة انتزاع حق الهامش، ومرة تفكيك دولة 56، ومره حماية الانتقال المدني الديمقراطي… كل هذه الدعاوي سقطت في الجنينة: قتل للالاف ومقابر جماعية وتطهير عرقي، جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية، سرقة ارض وممتلكات تطهير وتهجير عرقي لقبيلة كاملة من ديارها: قبيلة المساليت من دار مساليت.
سقطت الدعاوى وأوهى الوعل قرنه يناطح صخرة الحقيقة.

*شهادة الهامش: أدناه مقتطف من بيان ندوة حركة العدل والمساواة الجديدة الصادر في 19 يوليو 2023*

“كانت الندوة حول الازمة السودانية عامة والوضع في دارفور وخاصة ولاية غرب دارفور, حيث ارتكبت فيها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الابادة الجماعية ضد السكان المدنيين في ولاية غرب دارفور, وفي مناطق مستري ومورني ومدينة الجنينة, وفي ولاية وسط دارفور في مدينة زالنجي عاصمة الولاية ومدن كبكابية وكتم والفاشر ونيالا وعدد من المدن الاخرى بدارفور فضلا عن مدن العاصمة القومية الثلاث”

“أدان المتحدثون وبالإجماع قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على كل الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والمتمثلة في قتل الآلاف من المدنيين، حالات الإغتصاب، تهجير السكان المدنيين، وكل جرائم الحرب وجريمة الإبادة الجماعية التي لم ينجو منها حتى الاطفال.”

 

“أشار المتحدثون في الندوة, أنً في بعض المناطق بدارفور, في أرارا, كرينك, قارسيلا, فوربرنقا, وهبيلا مثلاً, يدفع سكانها مقابلاً مالياً غصباً عنهم لقوات الدعم السريع والجنجويد المتحالفة معها للكف عن الإعتداء عليهم.”

 

“أشار المتحدثون في الندوة, بأن استهداف ولاية غرب دارفور ومدينة الجنينة خصوصاً نابع من كونها موقعا إستراتيجيا لثلاث دول (تشاد، إفريقيا الوسطى والسودان) وخصوبة أراضيها, وما تذخر بها الولاية من ثروات في باطن الأرض وعلى ظهرها, لذا تركزت عمليات التهجير القسري من أجل إحتلال الأراضي وإستوطان أجانب قدموا من دول الجوار.”

 

*الهويات القاتلة تتدثر بظلامات الهامش لتقتل بها الهامش نفسه*
هؤلاء العنصريون (ناس الابادة العرقية الجماعية والتهجير القسري: شوتال- النيل الازرق: قبيلة الهوسا/ وحميدتي- الحنينة: قبيلة المساليت) لا يحق لهم أن يتكلموا بإسم الهامش: هم أشر من قتل الهامش- بالأصالة او بالنيابة: هم مرتزقة حرب عابرو الاقطار (يهاجر أحدهم من النيجر ليقاتل في شمال اليمن) مدفوعو الأجر “paid killers” مهنتهم القتل من اجل المال، وما كان لهم أن يتضرعوا ويتجدعوا في الفضاء العام، لولا تآمر قوى خارجية وداخلية يمثلون مجموعة جنجويد الامبراطورية
The Janjaweed of The Empire-

اما اخواننا الذين نكن لعدالة قضيتهم احقاقا وتقديراً (أقصد ناس الحركات المسلحة الدارفورية) فرجاني الشخصي لهم ومن موقع تأييد لمطالبهم في العدل والمساواة: رجائي لهم أن يراجعوا أنفسهم: فالأرض تميد من تحتهم، ويكادون يفقدون مشروعيتهم

among their own constituents:
دع عنك المتعاطفين معهم وبقية السودانيين.
وها قد بانت النذر: العدل والمساواة الجديدة/ مواقف بعض قيادات الحركات المسلحة الفردية ولقاء عبد الرحيم دقلو / المواقف الرمادية التي لا تفهمها حتى عضوية هذه الحركات الملتزمة/ البازار وسوق البيع والشراء الاقليمي الذي تجد قيادات هذه الحركات نفسها متورطة فيه ومجبورة عليه… الخ.
الخوف أن تفقد هذه الحرب هذه الحركات كل مصداقية ومشروعية لها: هي حركات حملت السلاح للدفاع عن أهل اقليمها وانتزاع حقوقهم: هذا اصل مشروعيتها: والان هناك شك كبير في قدرتها على القيام بالدفاع عن أهل اقليمها او حتى القبائل والبطون التي تمثل عضويتها وما وراءاهم من مجتمعات متعاطفة:
اقول ذلك من باب الحرص ومن اقتناعي بوطنية قياداتها.

*أطروحة التبعية Dependency التي انتهت مدة صلاحيتها*
وفي نهاية البوست: أرى أن نقوم مفكرين ومهتمين بمراجعة اطروحة الهامش والمركز: بعد مرور اكثر من خمسين عاما على طرحها كأفق فكري ومرور أربعين عاما على تبنيها كأيدلوجية سياسية: ابتداءً بقرنق، بولاد، العدل والمساواة، محمد النور، الحلو، عقار، عرمان، الحركة الشعبية شمال، الكوشيون، وأخيرا يوسف عزت وشوتال 😱 الخ:

والنتيجة على الواقع: حروب الابادة الجماعية في دولة جنوب السودان القابعة على برميل من الديناميت يمكن أن ينفجر في أية لحظة: حروبا قبلية وتصفيات عرقية/ واتهامات بفساد مالى/ وعسكرة ودولة فاشلة. (انظر كتابات عرابو استقلال جنوب السودان امثال سوزان رايس وغيرها حول ما انتهت اليه التجربة التي ساهموا في وجودها)؛

انظر الى امبراطوريات أمراء الحرب في كاودا، وامراء الحرب في النيل الأزرق، وعلاقتها بانصاف اهل الهامش، وتحويل حياتهم إلى عدالة ومساواة، وتوزيع عادل للثروة والسلطة، واستقرار مؤسسات المجتمع المدني، وتأمين حياة وممتلكات المواطنين وحمايتهم من العنف الفوضوي والعنف الجنسي وقطع الطريق وحفظ حقوقهم : في كثير من الاحوال: تحولت حياة المواطنين إلى هامش الهامش وظهور نخب مركزية احتكرت السلطة والثروة إلى قبائلها وبطونها وأهلها واسرها: وفكت المهمشين عكس الهوا، وتاجرت بعدالة قضيتهم.

اما في دارفور: فالحال يغني عن السؤال: وهاهي القبائل المسكينة تحمل عنيقريباتا، وشواويلها، وأطفالها، وكسرتها، ونسائها، وكهلتها، وتمشي مفزوعة مئات الأميال، هربا من إبادة جماعية توشك أن تجهمها: لا حول ولا قوة الا بالله.

يقولون: الطريق إلى جهنم معبد بالنيات الحسنة:
في ظني وقد اكون مخطئا؛ أن ايدلوجية اطروحة المركز والهامش: قد أصبحت احد هذه النيات الحسنة معبدة الطريق إلى جهنم.

( ملحق اضافي Post- script)
*مقتطفات من مقال أليكس دي وال Alex De Waal وتعليقات مقتضبه عليه*

كتب أليكس دي وآآل في مقال حديث:
“حميدتي جزء من إتجاه عالمي جديد في السياسة؛ لا يأبه للأعراف و لا تكبح جماحه المؤسسات – قوة الهامش الغاشمة تضع يدها على الحواضر. لقد كان حلم الحكام السودانيين في غطرستهم هو إدماج الهامش رسمياً في الدولة و استمرارهم من ثم سادة له، لا جزءاً من ضحاياه.”

وجاء في ذات المقال:
“لقد أنزل حميدتي الضربة القاضية على صرح دولة المؤسسات المتهالك في السودان؛ و برهن هو و مساندوه إستحالة التعايش بين القوة الغاشمة و النظام متعدد الاطراف مما تحكمه القواعد و تعمل على تطويره حاليا اجندات الأمم المتحدة و پاكس أفريكانا.

لو إنتصر حميدتي في الخرطوم، و هناك حتى اللحظة شك عظيم في ذلك، فلن يكون له مستقبل الا باشعال آخرين من أمثاله للنار عبر شريط الصحراء/ وادي النيل/ البحر الأحمر. *تلك هي جمهورية الكدمول في الروح* إن لم تكن في القانون.”

*تعليقات مقتضبه:*
انتقيتُ المقطعين أعلاه لكتابة تعليق مقتضب:
أليكس دي واال جزء من المشكلة! وذلك بترويجه الناقص لاطروحة ال dependency: وذلك حين ينسى/ أو يتناسى جزئها الأكبر: الذي يركز على أن السودان بكامله: (مركز Center وهامش Peripheray) هو ذاته يعتبر هامش Peripheray ومجرد فلك satellite يدور في علاقة تبعية استغلالية حول المركز (الجد جد) الميتروبول الكوزموبوليتان الأكبر ال EuroAmerican.

ثانياً: يرجع دي واال إلى منهجيةاستشراقية orientalist تعبانه معاده ومكرره
Tired and exhausted orientalism
ليربط بين حميدي وتيمورلنك- في صيرورة استشراقية لا تاريخية، تستدعي جواهرانية وخصوصية تنميطية عنوانها “الاستبداد الشرقي”: موضوعا للمعرفة.

لماذا لا يستدعي دي واال إرث اوربيته المرتكزة على *الهويات القاتلة* مثل النازية والفاشية والصهيونية وابارتايد ال white supremacy التي أشعلت العالم بحربين كونيتين واستعمار أوربي للعالم الثالث ومحرقة تجارة العبيد عبر الاطلنتي لملايين الافارقة
Transatlantic murderous middle passage slave holocaust

لماذا لا يستدعي هذا الارث الاوربي الذي حقن شرايين التاريخ بجراثيم التطهير العرقي، والحروب الكونية، والافناءات بالقنابل الذرية، والابادات الجماعية للسكان الأصليين في: الامريكتين، وافريقيا، واسيا، واستراليا ونيوزيلنده، واوربا نفسها- في هولوكوست محرقة اليهود، وشعوب الروما: لتفسير ظاهرة جنجويد الإمبراطورية ذات الهوية الاثنوثقافية القاتلة: تشابه هوية الجنحويد القاتلة التي تمارس التطهير العرقي والابادة الجماعية أقرب إلى نازيات وفاشيات وصهيونيات العنف الاوربي

منها إلى نظرة العين الاستشراقية الي تري صيرورة متصلة لشرق ثابت عبر التاريخ – لماذا لايفعل ذلك بدلا من الهروب الكسول لاطروحة ال dependency المستهكلة من سبعينات القرن الماضي لتفسير كل الظواهر الافريقية: everything African.

وبمناسبة ال dependency: الاطروحة نفسها كما هو معروف: تعطي الوزن الأكبر في التأثير للجزء الاخر من التبعية (تبعية العالم الثالث وليس السودان فقط للمركز الاعظم
ال EuroAmerican Cosmopolitan/ Metropolis)

بمعني اخر:
What I wrote is just highlighting the darker, most influential side of the moon- as third world dependency theorists stated decades ago.

 

I am offering a different interpretation (cultural studies based) that relates the phenomenon of the Janjaweed of the Empire to the European long tradition and heritage of genocidal ethnocultural identities: I am basically holding a mirror to Mr. De Waal- who manages to make a living out of othering us, through and through.

 

لاحظت منذ سنوات ذلك الإعجاب المغلف بحميدتي من قبل كتاب أمريكان واوربيين
(De Waal included)
هذا الاعجاب الغربي الخفي بحميدي، يرتكز على شيزوفرانيا يوروامريكية، متمثلة في مزيج غريب من الحب والكراهية love/ hate: لظاهرة مايعرف بالرجال المتسلطين strong men .

 

مثل ماجاء في اغنية تحت فيحاء الخميلة لابراهيم الكاشف:
“عيون لعيون محاربة
شفاه لشفاه مقاربة”
هذا الحب والكره المزدوج لظاهرة ال strong men يبدو واضحا للمتتبع لما يرد في الإعلام الغربي عن حميدي منذ ايام ثورة ديسمبر- ودي واال ليس استثناءً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى